السبت 29/10/1444 هـ الموافق 20/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
التفاحة السوداء بين السنة والشيعة/ محمد ناصر نصار

التفاحة السوداء بين السنة والشيعة محمد ناصر نصار لست ادري من يصطنع العداء المذهبي ليس فقط مابين السنة او الشيعة ، لكن مع مذاهب وطوائف و فئات في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، ومهما كانت أهداف هذا العداء من تفتيت للدول العربية والإسلامية وإغراقها بدوامات عنف لا تنتهي ، فلان أنه في الولايات المتحدة هناك خلاف بين طوائف الأمريكيين وإن وجد تجده يتكتم عليه إعلاميا ويحصر في آنه ، ولا في الهند ذات الملل والطوائف التي تقدر بالآلاف ، ولا المملكة المتحدة لا ترى صراعا بين البروتستانت ولا الكاثوليك ، حتى إسرائيل التي تعتبر قمة في العنصرية بين أفرادها لا تجد أن الصراع يطفو لمرحلة دموية إلا في حالة واحدة كانت من أجل إسرائيل وهي حادثة قتل رابين حيث كانت في نظر الإسرائيليين الحد الفاصل بين التشدد والتطرف وكانت لأن المتطرفين يرون في رابين أنه قدم تنازلات مؤلمة ، لكن في واقع الامر أنهم تعجلوا بهلاكه قبل أن يروا ثمار تخطيطه السياسي الناجح ، ففي إسرائيل يختلفون ويعارضون لكن يجمعهم هدف واحد هو البقاء تحت ظلال إسرائيل الأم ، رغم مكونات مجتمعهم ما بين السفرديم والأشكناز والفلاشا وغيرهم إلا انهم يحتكمون للقانون ومصلحة الوطن ، بإعتقادي أن هذا الصراع بين طوائف السنة والشيعة ظهر منذ أقل من خمسة عشر عاماً وظهر بقوة ما بعد إحتلال العراق ، يهدف تغذية الصراع بين السنة والشيعة إشغال الطرفيين ببعضهما البعض وعدم الإلتفات للعدو الحقيقي وهي أمريكا إسرائيل ، لأنهما يهدفان لزرع الرعب في قلوب الدول العربية الخليجية من الدولة الشيعية المتمثلة في إيران لضمان بقاء مصالحها ووجودها في الخليج العربي ، لا زلت أذكر فتوى لأحد الشيوخ في غزة حين سأل عن الشيعة وهل هم أولى في الحرب من الأمريكان والإسرائليين ؟ فأجاب الشيخ والذي يحمل درجة بروفسور في الشريعة أن الأمة بحاجة لكل من يقول لا إله إلا الله فهو يشاركنا في التوحيد ويقر بوجود الله ، وإن قامت الخلافة الإسلامية فبلاد الخلافة تحدد من معها ومن عليها ، واليوم نجد العرب والمسلمين يتحالفون ويتقربون لغير المسلمين حين تجمعهم المصلحة الإقتصادية أو العسكرية ، واليوم أيضا نجد أن كثيراً من المسلمين في بلادهم وفي بلاد الغرب لا يكاد يعرف الإسلام الحقيقي فتجده لا يعرف من الإسلام شيئا ، وهذا واقع مر تمر به الامة الإسلامية ومع ذلك يحسب على المسلمين ولا يمكن إنكار إسلامه رغم الحكم الشرعي الذي قد يطلق عليه بالفسق لا بالتكفير ، فلذلك أدعو علماء المسلمين من السنة والشيعة لعدم تغذية النفوس بالحقد المذهبي ، فخلاف ظهر بين الصحابة منذ ألف وأربعمائة سنة لم يطفو على السطح إلا في هذه الأيام فبعض الشيعة أقاموا سرادق العزاء من ذلك اليوم الذي خذلوا فيه على رضي الله عنه حتى هذه اللحظة ، و بعض السنة ما زالوا يحثوا على مواجهة الشيعة بناءً على تلك الموقعة ، فأعتقد أن ما وحد الغرب ليس الدين بل الإيمان بمصلحتهم المادية المتقاطعة مع بعضهم البعض فلا يجمعهم لون او عرق او دين غير انتماء لنظام يحقق لهم متطلبات حياتهم من رفاهية وحرية وكرامة ، فنحن المسلمين أولى من الغرب أن نبحث عن نقاط التقاطع ما بيننا لا نهدر طاقتنا ومقدراتنا في عشوائية فكرية وضلالات عبثية .

2012-09-30