السبت 29/10/1444 هـ الموافق 20/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حلب تصحو على مناشير ....بيانكا ماضيّة

وليلٌ احتضنه

وبردٌ أرخى عليه سدولَه

حتى جمدت أصابعه..

وخبرٌ قضّ مضجعه بعد أرقٍ طويل:

حلب تصحو على مناشيرَ

أطلقها مؤرخُ القصص القديمه:

(اليوم عيد العشاق، فانزلوا إلى الشوارع

واهتفوا "الشعب يريد إعادة النظام")..

حلب تهطل من سمائها قذائفُ عشقٍ

تميت وتحيي المدنيين والعسكريين..

حلب تدور وتدوخ بحثاً عن ملجأ آمنٍ..

الانفجارات العشقيّة تهّزها في الأعماق..

ويصعقه الخبر..

وزهورٌ حمراءُ تطلق روائحَها في المدينة

وأحمرُ الهدايا منثورٌ على الطرقات

وعشاقٌ يخطفون القبلَ خلف "دباديبهم"..

قمْ يا ضابطَ عشق المدينة،

وانظر إلى هذه الفوضى..

وبسرعة البرق حطّ في وسطها..

ورنا إلى الغادين والرائحين من ذوي القبعات الحمراء..

هاهي الفتاةُ التائهة تقف على ناصية قلبها..

رحل عنها حبيبُها بعد أن سلبها عقلها..

وجلستْ تحرس حبّاً مسجوناً لتحرّره

(وللحرية الحمراء باب)

ودقّ باب الصوت عالياً:

قفي! أين كنتِ؟! وماذا تحملين؟!

ودمعةٌ خلف الأسوار سالتْ

وآه بلا صدى كُتمتْ..

وابتسامة مخفيّة رفرفت بين الضلوع..

كنتُ أنتظره فغاب مع المهاجرين

أحملُ في جعبتي شوقاً ضاع مني الآن..

-كيف تبحثين عن الشوقِ في عَتمة قلبٍ؟!

ألا تدرين أن ضابطَ العشق هو صاحبُه؟!

عيني في عينك، ألا ترين شعاعَه؟!

هات نظراتِك لتمسَّ إشعاعه..

ألم تشعري بحممي تشعل المدينةَ

مذ رأيتُك عند النّاصية حزينة؟!

وبنظراتٍ ترنو لدفء الضلوع أخذها..

وأخذها عطرُه المنثورُ من رأسه حتى أخمص حزنها

حتى بات عشق المدينة يغمرها

من رأسها حتى أخمص حنينه

رأيناه تاجاً على رأسها ترفرف به..

مزركشاً بألوانٍ حبيبةٍ إلى قلبها..

وبأنفاسٍ لاهثة متقطّعة على أصابعها

راحت تنشر عطرَ الأدب في المدينة..

وكتب مؤرخ القصص الجديدة:

بتاريخ 14/ 2/ 2018

وحين كانت الفوضى تعمّ المدينة

جاءت فتاةٌ تبحث عن نظامِ عشقٍ فيها..

وإذ راحت تلملم الأوراقَ والأخبارَ والأشعارَ في عيد العشاق

شوهد رجلٌ متمترسٌ خلف حبّه

رجل ليسَ بغريبٍ عن المدينة..

ربما يسكن خلف القلاع والمطارات والقبب..

ضبطناه بولهه وهيامه، بعد ترقّب..

رأينا صورَه ذات يوم في أخبار الحرب..

تارة يكشف عن وجهه، وتارة يضع قبعة الإخفاء..

وما إن رآها تمشي على وقع خطواته

حتى اعتقلها متلبسة بعشقه

وطار بها في سماء حلب.

2018-02-19