الاخلاق تعكس ثقافة الامة وحضارتها فكلما ارتفعت اخلاق الامه كلما تقدمت وارتفعت حضارتها وكلما انحطت اخلاق الامه كلما ضاعت قيمتها وذهبت هيبتها بين الامم. فلماذانلقي بعجزنا وانعدام مسؤليتنا وفشلنا وسوء اخلاقنا على الحكومات؟
هاهو مجتمعنا ينحدر حتى وصل القاع نتيجة ازدياد الاخلاق السيئه من الكذب ,الخيانه ,الظلم والغش ففسد المجتمع واختل الامن وضعف الدين . ان ظاهرة الفساد ظاهره منتشره حتى اصبحت جذورها عميقه تتداخل فيها عوامل مختلفه يصعب التميز بينها.
كلنا نمارس الفساد وكلنا نتقن فن الاستغلال فلو نبدأ بتغير انفسنا من تصرفات وعادات وطريقة تربيه ومعاملات , لو ابتعدنا عن حب الذات والمصلحه الخاصه وركزنا على المصلحه العامه , لو توقفنا عن النقد والشكوى والتذمر وركزنا على الاصلاح او المساهمه في الاصلاح , لو بحثنا عن الاراء البنائه وتوقفنا عن ان اختلاف الراي ينسف الود نسفا لكانت الحلول مرضيه للجميع
ننعت الحكومه بالفساد وعدم الرحمه, الم تاتي هذه الحكومه من رحم هذا الشعب؟ فلينظر المواطن الى نفسه اولا فكل يحاول استغلال الاخر بعيدا عن القيم والاخلاق والدين . انت ايها المواطن من ساهم في انهيار المجتمع لان بناء المجتمع واصلاحه لا يحتاج الى كلمة "انا" بل يحتاج الى "نحن" الى كلنا. لو حاولنا اصلاح المخطيء اخلاقيا لما تكررت جريمته ولو ركزنا في مفهومنا الصحيح للتطور والانفتاح لما كان فهمنا للتطور هو اتباع الشهوات والانفلات وما كان مفهوم الحريه "افعل ما اتشاء حتى لو تضرر غيرك" وما كان الانفتاح هو التخلي عن العقيده والاخلاق والعادات الجميله , لقد اصبحنا نلهث وراء الماده والمظاهر اصبحنا عبيد لها
ركزنا على تطور التكنلوجيا ونسينا تطور الانسان همشنا دور التعليم وفتحنا الابواب على مصراعيها لخروج المرأه من بيتها تحت مسمى حقوق المرأه ونادينا بحريتها الزائفه وزورنا مفهوم الحرية لها حتى اصبحت تفكر في نفسها وبكيانها مستقله عن اسرتها التي باتت تهدمها فلم تعد صمام امن وامان للامه فصلاح مؤسسة الاسره مرتبطه بصلاح المراه لما لها دور رئيسي في التنشئه الاجتماعيه والرعايه والتربيه وهنا لا احصر الصلاح بالمراه فقط واقدمها كبش فداء لتعليل الفساد فالمرأه والرجل سيان في مسالة الصلاح والفساد فلا ازكي على اساس الجنس بل على اساس التقوى والاخلاق التي لا فرق بين ذكر وانثى
ان ما وصل اليه المجتمع من خلل وتشتت وتيهان مرتبط بغياب التنشئه الصحيحه سواء داخل الاسره والمدرسه والمحيط العائلي فالغش بالامتحانات اصبح سلوكا عاديا بل مباحا والغش في المواد الاستهلاكيه وشراء الذمم والتلاعب بالانتخابات كلها مؤشرات خطيره تدل على ان هناك خلل في التنشئه حتى اصبح المواطن المستقيم محل للسخريه والمنحرف هو الذكي واصبحت النفوس المريضه التي لا تخاف الله تغتني على حساب المقهورين والمنهوكين.
لماذا تصرخون من الغلاء وضنك العيش وانتم تاكلون بعضكم البعض ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم . كلنا نمارس الفساد وكلنا مستغلين فنحن من سعر نار مجتمعنا الم ننتخب من اجل المصالح الشخصيه بعيدين كل البعد عن المصلحه العامه واين هؤلاء من رياح الغلاء التي تعصف بنا انهم يعزفون على وتر جوعنا " فكما تكونوا يولى عليكم".
فاين يكمن الخلل , الكل مستبد برأيه حتى اصبح اختلاف الرأي ينسف الود نسفا .
لماذا لا نزاحم هؤلاء باخلاقنا وديننا وانتمائنا للوطن ونربي ابنائنا على الفضيلة ونغرس فيهم الامانه وحب الخير . ونتوقف عن نقد الاخرين ولوم الحكومات التي خرجت من رحم هذا الشعب . ان صلاح المجتمع فرض عين وليست فرض كفاية , فلا تقل " ساق الله على ايام زمان" بل قل ساق الله على ناس واخلاق زمان فنحن من عبث بهذا الزمان " فصلاح امرك للاخلاق مرجعة فقوم النفس بالاخلاق تستقيم"