الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لنحتفل بالمرأة في تاريخ له دلالة بالنسبة لنا (مترجم)....كمال ازنيدر

الاحتفال بالمرأة، لما لا ! عالمنا، أعتقد أنه اليوم هو في حاجة إلى هذا النوع من الاحتفالات. هو في حاجة إلى يوم يكرس للمرأة، نتحدث فيه عن حقوق النساء في الإسلام وعن الأدوار العظيمة التي لعبتها المرأة المسلمة من أجل نصرة هذا الدين.

فالمرأة، كانت رفيقة أعظم إنسان عرفه تاريخ البشرية (صلى الله عليه وسلم) في عالم التجارة كما كانت رفيقته في عالم السياسة. شاركت في رحلاته التجارية كما شاركت في حروبه وغزواته... حروب وغزوات، أظهرت فيها شجاعة عالية لا تقل في شيء عن شجاعة الرجال.

المرأة ساهمت في الدفاع عن مصالح الإسلام والمسلمين. كانت لها عضوية في مجالس الشورى وكانت تشارك في نقاش ومعالجة القضايا الكبرى. ككل مواطن داخل العالم الإسلامي، كانت لها كلمة يجب أن تسمع و رأي بخصوص كل كبيرة وصغيرة متعلقة بالأمة.

في عهد حكم محمد (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين (رضي الله عنهم أجمعين)، شغلت المرأة مناصب عليا ولعبت أدوارا ذات أهمية قصوى في المجتمع الإسلامي... وهذه حقائق ومعطيات، علينا أن نذكر بها اليوم.

لكن ليس بالضرورة في الثامن من مارس. نحن المسلمين، يجب أن تكون لدينا أجندة أعياد خاصة بنا. المرأة، يجب علينا أن نختار للاحتفال بها تاريخا له معنى في ثقافتنا وليس تاريخا لا يعني شيئا لنا. وفي هذا الباب، أقترح عيد ميلاد أمنا فاطمة الزهراء (رضي الله عنها).

وددت اقتراح عيد ميلاد أمنا خديجة أو أمنا عائشة (رضي الله عنهما). لكن، للأسف الشديد، ليس لدينا أدنى فكرة عن تاريخ عيدي ميلادهما. التاريخ الوحيد المتوفر لدينا في هذا الباب هو لعيد ميلاد أمنا فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) الذي حدده بعض المؤرخين في 27 يوليوز.

ما يسري على اليوم العالمي للمرأة يسري على عيد الحب. فكرة تخصيص يوم للاحتفال بالحب هي فكرة جيدة. لكن اختيار تاريخ هذا اليوم يجب أن يرمز لحدث متعلق بالحب له دلالة في ثقافتنا، الثقافة الإسلامية.

كمال ازنيدر

(*) كاتب مغربي فرنكوفوني. مؤلف كتابي "الإسلام، أجمل ديانة في العالم" (2014) و "الإسلام السياسي، الإرهاب والسلطوية... صلة حقيقية أم وهمية" (2017).

2018-03-07