اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر مارس / آذار من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية.
على المستوى العربي، تحل المناسبة مع تحقيق مكاسب متسارعة للمرأة في السعودية خلال الأشهر الماضية، بدءاً بقرار السماح لها بقيادة السيارة إلى إتاحة فرصة دخولها ملاعب كرة القدم، مرورا بتوظيفها في جهات عدة لأول مرة، مثل النيابة العامة ووزارة العدل. وفي لبنان، شهدت المرأة خلال عام 2017 خطوات إيجابية لجهة سن بعض القوانين، واستطاع «المجلس النسائي اللبناني» التواصل مع جميع الأحزاب، ومطالبتها بحصة (كوتا) انتخابية نسائية، وإدراج أسماء نساء قديرات على لوائحها الانتخابية.
بدأت قصة “يوم المرأة العالمي” مع نساء الطبقات الفقيرة، نساء عاديات، لم يطمحن لمركز أو سلطة، ولم تكن السياسية توجّههن، بل الجوع والظّلم، فخرجن لأوّل مرّة في التاريخ للمطالبة بأبسط حقوقهن. نساء ضعيفات حاولن بشجاعة تحدّي القوانين المجحفة بحقهن. وفي عام 1820، انطلقن بأول مسيرة لهن عمّت شوارع مدينة نيو إنجلاند في ولاية ماساتشوستس الأميركية. كنّ يعملن لأكثر من 12 ساعة يومياً، في مصانع عانين فيها الأمرين. لم يعتقدن حينها أنّهن سيطلقن الشرارة الأولى لمسيرة تحرّر المرأة عبر التاريخ. وتكرّرت بعدها الاحتجاجات. وفي عام 1834، نفّذت عاملات مصنع قطن في الولايات المتحدة، إضرابا، طالبن فيه بالمساواة مع الرجال.
وفي 8 مارس (آذار) 1908، خرج الآلاف من نساء نيويورك العاملات في المصانع إلى الشوارع مجدّداً، حاملات قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية تحت شعار «خبز وورود». طالبن وقتها بتخفيض ساعات العمل، ووقف تشغيل الأطفال ومنحهن حق الاقتراع. شكلت هذه المظاهرة بداية نشوء أول حركة نسوية داخل الولايات المتحدة خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف.
وبدأ الاحتفال في 8 مارس كيوم للمرأة الأميركية، تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909، وبعدها بسنتين وقع حادث فظيع ففي 25 من مارس 1911 اندلع حريق هائل في مصنع للنسيج بمدينة نيويورك، راح ضحيته أكثر من 140 عاملاً وعاملة، وكان السبب افتقار المصنع لوسائل الوقاية ومخارج للطوارئ. أثّر الحادث بشكل كبير على الأميركيين فشارك عشرات الآلاف منهم في تشييع الضحايا، ممّا أجبر الحكومة حينها على تغيير قوانين العمل المجحفة. في مؤتمر كوبنهاغن بالدنمارك عام 1910، ساهمت النساء الأميركيات في دفع الدول الأوروبية لتخصيص 8 مارس يوما للمرأة. إلا أن هذا اليوم، لم يصبح عالمياً إلّا بعد موافقة منظمة الأمم المتحدة على تبني المناسبة عام 1977، عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم لاعتماد يوم من السنة للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبيتها اختيار 8 مارس، ليتحوّل إلى رمز لنضالها.