الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رؤية سيريالية في القضية الفلسطينية'23'.... عبد الهادي شلا

 كنت قد بدأت كتابة سلسلة مقالات تحت نفس العنوان"رؤية سيريالية في القضية الفلسطينية" حتى مارس من العام 2015 وصلت الرقم"22" وتوقفت لأن الحديث عن القضية الفلسطينية ليس بالأمر البسيط ونحن نتابعها وهي تتعقد وتتشابك وتتقاطع مع مشكلات أخرى جدت على الساحة العالمية والعربية وكانت دائما القضية الفلسطينية حاضرة فيها.

 

بعد سنوات طويلة من إتفاقية -أوسلو سبتمبر1993- وضع الفلسطينيون آمالا كبيرة عليها في أكثرهم ،بينما أخرون رفضوها جملة وتفصيلا منذ ولادتها واعتبروها أقل من طموحاتهم  في إسترداد الوطن من النهر إلى البحر،ولكلِ وجهة نظره ومخاوفه أيضا بقيت حتى اليوم.

 

تأكدت هذه المخاوف والحيطة من السقوط في تلاعب الطرف الأخر-إسرائيل- في مفهوم الاتفاقية التي هي في أساسها حكم ذاتي من المفروض أن يؤدي إلى وجود دولة فلسطينة تم الحديث عنها في حينه وسط المراوغات والتهرب من استحقاقات كل مرحلة وتاريخ لتنفيذ أي بند منها.

 

منذ العام 1993 حتى الآن مرت القضية بمنعطفات وعواصف سياسية وعسكرية كبيرة وحروب تدميرية تعرض لها قطاع غزة على وجه الخصوص بحروب لا طاقة لمن فيه عليها،ولم تكن الأحداث الدموية في الضفة الغربية بعيدة فقد طالت الاعتقالات والقتل خيرة شبابها و أطفالها ونسائها لمجرد وجودهم في مسيرات احتجاجية وتحرش واستفزازات يومية لهم من قوات الاحتلال ومن المستوطنين المسلحين كان أكثرها تحد حين قررت دولة الاحتلال تركيب بوابات ألكترونية في مدينة القدس وتحول المشهد إلى صمود أسطوري و إنتفاضة سلمية ضربت مثلا في التصدي والتحدي من كل فئات وطوائف الشعب الفلسطيني لما أراده الاحتلال.

 

أكبر "الخيبات" التي مرت على الشعب الفلسطيني بعد إتفاقية"أسلو" كان الانقسام الذي هدرت فيه إمكانيات كثيرة وأضعفت الصف الفلسطيني ونالت من المكتسبات القليلة التي فرح بها الشعب على أمل أن تستكمل بنود الاتفاقية رغم التوجس منها كما أسلفنا عند نسبة كبيرة من المواطنين ولكن الأمل دائما ومنذ النكبة الكبرى لم يتوقف عند الشعب الفلسطيني بأن يعود إلى وطنه كل من في الشتات وأن يتبلور هيكل دولة صغيرة إتفق العرب جميعا على صورتها بأن تكون على حدود 1967 بما فيها القدس الشرقية عاصة للدولة المنتظرة.

الانقسام الذي مر عليه منذ حزيران 2007 كل هذه السنوات وضع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحت حصار ومعاناة وصلت اليوم حد الانهيار بل وصفه كبار سياسي العالم بأنه على أبواب إنهيار كامل لكل مقومات الحياة.

 

المعاناة لا يمكن وصفها إلا أنها حالة"سيريالية" في واقع في أصله مأزوم ومعقد ومن الصعب قرأة ما سيترتب عليه وسط هذا الضجيج العالمي و حروب مرزقت وحدة الصف العربي الأمر الذي نتج عنه حالة من الاحباط .!!

أخرالصور "السيريالية" في القضية الفلسطينية ما تعرض له موكب رئيس الوزراء الفلسطيني عند مداخل قطاع غزة من تفجير -يوم الثلاثاء 13 مارس الحالي- نجا منه هو من بصحبته الأمر الذي يطرح سؤالا كبيرة ما الهدف من هذا العمل الاجرامي؟

والمؤسف أن التصريحات تضاربت و خلقت حالة من التشابك والاتهامات بين طرفي الانقسام على وجه الخصوص الأمر الذي يُخشى منه أن يترتب عليه مناكفات تودي بكل الجهود المبذولة لإتمام المصالحة إلى الهاوية..!

أليس الأولى ممن يفتعلون المعوقات في طريق المصالحة أن يوجهوا جهودهم نحو ما ينفع الوطن والشعب الذي هو من أشقى الشعوب على وجه الأرض؟!

صور كثيرة تتخلل المشهد الفلسطيني بعضها متضارب وبعضها لا ملامح له ولعل أكبر ما تتعرض له القضية هو تلك الصورة "السيرالية" التي هي فوق خيال الشعب الفلسطيني والعربي فيما يتردد حول ما يسمى"صفقة القرن" التي تسربت بعض ملامحها لجس النبط في محتوايتها والتي لا تبشر ردود الفعل نحوها بخير.

2018-03-17