الأربعاء 14\3\2018 رحل ستيفن هوكينغ.
رحل من شغف بالثقوب السوداء وأثبت أن لها نقطة بداية.
رحل من رأى أن الثقوب لا تمتص فقط، بل تطلع ما بات يُعرف بأشعة هوكينغ.
رحل من قال أن الكون لا حدود له.
رحل من رفض غزو العراق وسياسة اسرائيل ضد الفلسطينيين.
رحل من لم يهده عقله لوجود إله، وقال أنه بالعلم سوف يعرف كل ما عرفه الله، هذا اذا كان الله موجوداً وهو ليس كذلك.
رحل ستيفن هوكينغ صاحب الاعاقة الأشهر والعقل الأرجح والذي حارب مرضه لأكثر من نصف قرن.
رحل من كان يعجز عن تحريك إلا عينيه ورأسه وفقد حتى القدرة على إصدار أي نوع من الأصوات.
رحل من خذله جسده ولكنه لم يخذل العالم والعلم.
رحل من كان مؤمناً بأننا لسنا بحاجة لحياة أخرى كي نتصرف بشكل يليق بإنسانيتنا.
رحل من قال أن أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل، بل هو وهم المعرفة.
يجدر بالذكر أنّ ستيفن كان قد ولد لأب انكليزي وأم اسكتلندية عام 1942.
في عام 1963 قال الأطباء أن مرضه العضال النادر لن يسمح له بأن يعيش أكثر من عامين، لكنه تحدى نفسه، وعاش حتى أثقله المرض والعجز.
ستيفن هوكينغ صاحب الكتاب الأشهر ( تاريخ موجز للزمن ) الصادر عام 1988 لم يكتفي بكمية التقدير والأوسمة التي تلقاها، فقد كان مشغولا بنشر العلم ما أمكنه، حتى أنّه قام بتأليف عدد من قصص الأطفال ذات المحتوى العلمي متشاركاً إيّاها مع ابنته.
هوكينغ فتح الباب لتساؤلات لن تنتهي، وأطلق خيال البشرية لحدود لم تكن تتصورها عندما قال أنّ الثقوب السوداء من الممكن أن تكون أبواباً لأكوان أو أزمان أخرى.
إنه العلم يا سادة، خدم ستيفن العلم حتى أعياه، فرد له العلم الجميل، وكان صوته حين عجز عن النطق وكان راحته حين عجز عن حمل نفسه، وكان خلوده حين عجز الدين عن احتواء عقله ونظرته اللامحدودة.
لن نقول المزيد رغم أنه يستحق الكثير، إلا أننا نأمل لستيفن أن يرتاح بأبديته بعد أن ترك البشرية تلوك تساؤلاته وحرمته من نوبل الجوائز.
ارقد بسلام يا ستيف فأنت علمتنا ألا نتوقف عن طرح الأسئلة، فهل وجدت هناك حياة أخرى يا ترى؟