الخميس 5/11/1444 هـ الموافق 25/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
سنوات أخرى..بوتين يفوز في الانتخابات الرئاسية بأغلبية ساحقة.. المعارضة اتهمته بالتزوير

رام الله-وكالات:

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعيد انتخابه، الأحد 18 مارس/آذار 2018، لفترة رئاسة جديدة مدتها ستة أعوام، وجه الشكر للناخبين على دعمهم له، وذلك في تجمع حاشد للاحتفال بالفوز، قائلاً إن روسيا أمامها مستقبل عظيم، شريطة أن يظل شعبها متحداً.

وكان بوتين يتحدث من فوق منصة قبالة الميدان الأحمر في موسكو وأمام حشد من أنصاره، وقال إن نتيجة الانتخابات "تمثل اعترافاً بما تحقق من إنجازات في السنوات القليلة الماضية، رغم الأوضاع الصعبة". وقبل أن يغادر المنصة هتف مع الحشد "روسيا.. روسيا".

وأُعيد انتخاب بوتين بأغلبية ساحقة، اليوم الأحد، في تمديد لحكمه لأكبر دولة في العالم من حيث المساحة لمدة ستة أعوام أخرى، في وقت تتخذ فيه العلاقات مع الغرب مساراً معادياً.

وأعلنت اللجنة الانتخابية الروسية، أن بوتين حصد 75% من الأصوات بعد فرز نصف بطاقات الاقتراع.

وينص الدستور الروسي، الذي تم تعديله عام 2008، على أن فترة الرئاسة 6 سنوات، ويحظر على الرئيس الترشح لأكثر من فترتين متتابعتين.

وترشح بوتين لفترتين متتاليتين، مدة كل منهما أربع سنوات، بين عامي 2000 و2008، استناداً إلى الدستور القديم، ثم فاز عام 2012 بموجب الدستور المعدل، بفترة رئاسية أولى مدتها ست سنوات.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية في روسيا، أعلنت أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 59.9%، وقالت إنه تم تسجيل 111 مليوناً و425 ألفاً و443 ناخباً داخل روسيا وخارجها، من أصل قرابة 145 مليون نسمة، عدد سكان البلاد.

ونافس بوتين ثمانية مرشحين، أبرزهم مرشح الحزب الشيوعي، رجل الأعمال المليونير، بافيل غرودينين (57 عاماً)، وفلاديمير زيرينوفسكي (71 عاماً)، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي القومي المتطرف.

ويتطلب فوز المرشح الرئاسي في روسيا الحصول على أغلبية مطلقة من الأصوات (أكثر من النصف)، وإلا سيدلي الناخبون بأصواتهم في جولة ثانية، يوم 8 أبريل/نيسان المقبل.

 

اتهامات بالتزوير

 

وندَّدت المعارضة الروسية، ومنظمات غير حكومية بآلاف التجاوزات في الانتخابات الرئاسية، التي تمثلت خصوصاً في نقل ناخبين في حافلات من جانب الشرطة، وتهديد مراقبين، وحشو صناديق بهدف رفع نسبة المشاركة في اقتراع محسوم سلفاً.

وعرضت منظمة "غولوس" غير الحكومية، والمتخصصة في مراقبة الانتخابات حالات التزوير على موقعها الإلكتروني، مشيرة قرابة الساعة 12,45 بتوقيت غرينتش إلى 2033 تجاوزاً، مثل حشو صناديق، والتصويت أكثر من مرة، وإعاقة عمل المراقبين.

وأعربت غولوس عن قلقها حيال معلومات عن ضغوط مارسها أرباب عمل أو جامعات على موظفين وطلاب، لإجبارهم على الإدلاء بأصواتهم في مكان عمل أو دراستهم، وليس في مكان إقامتهم، وذلك بهدف "مراقبة مشاركتهم في الانتخابات".

وقال إيفان دانوف، الخبير القانوني في فريق نافالني، إنه لرفع نسبة المشاركة في ياكوتسك بأقصى الشرق الروسي "وعد الناخبون بالطعام" مقابل أصواتهم.

كذلك، وزعت بطاقات حسم على أسعار المواد الغذائية و"ميداليات" أو بطاقات لحضور حفلات موسيقية على الناخبين، بحسب شهادات نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب أشرطة صوَّرها وبثها مراقبو غولوس، تم حشو الصناديق في مناطق عدة كما في ليوبرتسي، على بُعد بضعة كيلومترات شرقي موسكو.

وأكدت اللجنة الانتخابية حصول هذا الأمر، على لسان مسؤولة فيها، صرَّحت بذلك لوكالة "إنترفاكس" الروسية، مؤكدة إلغاء بطاقات التصويت.

 

اتهامات غير مسبوقة لبوتين

 

وتعرض بوتين في الأسبوع الأخير من حملته الانتخابية لسيل من الانتقادات غير المسبوقة بحدتها، راوحت بين اتهامات لندن له بأنه "أمر" بتسميم عميل مزدوج روسي سابق في إنكلترا، وبين تنديد الأمم المتحدة للدعم الذي يقدمه للرئيس السوري بشار الأسد، وبين العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا لتدخلها في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها دونالد ترامب عام 2016.

وما شهده هذا الأسبوع من بيانات نفي وتبادل اتهامات وتهديد بالرد المتبادل، إنما يختزل ولاية شهدت استعادة روسيا مكانتها على الساحة الدولية، بموازاة إشاعة أجواء أشبه بالحرب الباردة على خلفية النزاع في سوريا وضم القرم والحركة الانفصالية في شرق أوكرانيا المدعومة من موسكو بحسب كييف والغربيين.

غير أن كل هذه البلبلة لا تؤثر على بوتين الذي اختتم حملة انتخابية خاضها بالحد الأدنى، بلقاء مع مزارعين في الجنوب وإلقاء خطاب لم يتجاوز دقيقتين خلال حفل موسيقي في القرم والتقاط صور "سيلفي" مع شبان.

وكل المؤشرات كانت تطمئن الرئيس الروسي الذي حظي بحوالي 70% من نوايا الأصوات بحسب آخر استطلاعات الرأي.

2018-03-19