الجمعة 14/10/1444 هـ الموافق 05/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
إحفظوا عهد الشهداء...أحمد رمضان لافى

 إعتاد الشعب الفلسطيني على إحياء المناسبات الوطنية منذ اغتصاب اليهود لفلسطين عام 1948, تأكيداً رفض الإحتلال متمسكاً بحقوقه الثابتة وأولويات هذه الحقوق حق العودة "المقدس" وقيام الدولة على تراب فلسطين, وعادةً ما كانت تحدث مواجهات بين قوات الاحتلال والشعب الفلسطيني, إلاَّ أن هذه السنة جاء إحياء ذكرى يوم الأرض بشكلٍ مختلف وخاصة ما قدمه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب, فما الذى تغير يوم الجمعة الماضى؟ وفى أى سياق؟ ولماذا؟

وما هو المطلوب كى تحقق هذه الفعالية قيمتها وتُحْفَظْ عهد الشهداء؟

من الواضح أن نكبة الإنقسام المصطنع جاء لعزل قطاع غزة عن أي مشروع وطنى فلسطيني ولذلك كان خطفه لأكثر من 10 سنوات بمشاركة الجميع فلسطينياً وبعض الدول العربية المتآمرة وبرعاية أمريكية إسرائيلية, وقد تمثل هدف هذا المخطط كما أسلفنا في مقال سابق تصفية القضية الفلسطينية والتعامل معها كحالة إنسانية في قطاع غزة حيث يعيش أكثر الناس بؤساً وشقاءً والتركيز على قطاع غزة لأن إسرائيل تدرك أن القطاع يمثل القوة الضاربة في وجه أي مشروع تصفوى, ومن هنا جاء مشروع الانقسام المصطنع, ثم مشروع الصهيوأمريكى المسمى بـ "الربيع العربى" ليزيد مشروع تصفية القضية الفلسطينة قوة دفع خاصة أن مشروع التخريب العربى بدأ من غزة  بفوز حماس الساحق في انتخابات المجلس التشريعة عام 1996  , ثم انشغال العرب في أزماتهم الداخلية, وصناعة "داعش" كما صنعوا غيرها,, واعتماد سياسة خلط الأوراق في المنطقة لتعرية الحالة الفلسطينية وتهيئة الظروف والبيئة السياسية لتنفيذ الحلقة الأخيرة من مشروع التصفية وهو ما يتم تداوله من حين لآخر "صفقة القرن" , ولكن يبقى السؤال إذا كان العالم كلو تآمر على فلسطين, ويريد كل طرف تحقيق مصالحه فما هو المطلوب فلسطينياً؟ أمام قراءة المشهد بشكله الشمولى ولقلب الطاولة على الجميع بدءً من أمريكا وإسرائيل ومروراً بكل المتآمرين والمتخاذلين وغيرهم, يتوجب على الفلسطيينيين وقبل فوات الأوان أن يترفعوا عن كل صغائر وتفاهة الأشياء, حركات وفصائل وأحزاب, ويحترموا شلال الدم الطاهر الذى روى أرض غزة, ثم عليهم أن يتفقوا على ترتيب البيت الفلسطيني من خلال عقد المجلس الوطنى حسب آليات معينة وسريعة في "غزة" تكريماً للشهداء وتحت المظلة فقط يمكنهم ذلك, هذا الأمر يتطلب إنهاء الحالة الفتحاوية الراهنة والعمل على حل الخلافات الداخلية للحركة فوراً, ثم على حركة حماس أن تعلن أنها حركة وطنية فلسطينية, ثم العمل على إنهاء كل الخلافات الروتينية المتعلقة بتقاسم السلطة, ومن المؤكد أن هذه الخطوات إن تمت ستقلب الطاولة وستفتح حرباً على السلطة والمنظمة مالياً وسياسياً واقتصادياً ولكن أيضا من المعقول أن يصطف الكل الفلسطيني لمواجهة الأخطار وليتم البناء على ما تم إنجازه دبلوماسيا للاستمرار في مواجهة الاحتلال بكل الوسائل ولاستغلال المنابر الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية, قد يرى البعض بأن هذا ضرباً من الخيال أو التفكير بشكل عاطفى ولكن نقولها بكل صراحه ووضوح " ما بحرث الأرض إلا عجولها" وإن لم يذهب الجميع باتجاه الحل الوطنى الشامل فإن دماء الشهداء ستلعن الكل, ولن يكون هناك لا عودة ولا وطن ولا دولة, وسوف يسجل التاريخ دور كل طرف أياً كان ومهما كان ساهم بإفشال أى مشروع وطنى يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني كما وأن الشعب الفلسطينى وهو الحصان الوحيد في المراهنة وصاحب الكلمة لن ينسى أيضاً.                   
 

[email protected]

 

2018-04-01