الإثنين 13/10/1445 هـ الموافق 22/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
هذا زمان ومكان ياسر عرفات....بقلم د. رمزي النجار

منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية في العام 1965 كانت وما زالت راية العودة مشرعة ضمن برامج القوي السياسية للحركات والأحزاب السياسية الفلسطينية  بدون استثناء سياسيا وشعبيا وحقوقيا، وكان الزعيم الراحل ياسر عرفات يدرك تمام الإدراك بالإيمان الشعبي بأن الجماهير هي الأساسي ومصدر المقاومة بأشكالها المتنوعة في سبيل الحرية والعودة، وأن أي حركة وطنية بدون الجماهير لا تساوي شيئا في قاموس الوطنية، ولعله مررنا بتجربة الانتفاضة الشعبية الأولى في العام 1987 دليل واضح على مستوى الايمان الشعبي لدي قيادة الانتفاضة وعلى رأسها أبو عمار وأبو جهاد، حيث كانت ترويسه بيانات الانتفاضة تعنون بشعار لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة أي صوت الجماهير، وقد كان ياسر عرفات دوما يراهن على الجماهير الشعبية لأنه يعي حقيقة قوتها في الميدان قولا وعملا لحماية مشروعنا الوطني.

وما انطلاقه مسيرة العودة الكبرى اليوم بالزخم الجماهيري والاتفاق الوطني علي سلسلة فعالياتها والتلاحم الميداني يشكل واجب وطني لكل فلسطيني والإيمان بخيار المقاومة السلمية الذي أفنى الزعيم ياسر عرفات حياته في سبيل الصالح الوطني والمنطق الوطني واللاعب الوطني تحت مظلة الجماهير للحفاظ على الثوابت الفلسطينية ومواجهة الاحتلال لعدم تمرير مشاريعه التصفوية للقضية الفلسطينية، وهذا ما حمله من بعده الرئيس محمود عباس الذي أكد على نهج المقاومة السلمية كخيار استراتيجي مرحلي في اتجاهات متعدده لكسب التعاطف العالمي والحراك الدبلوماسي لتسجيل الانجازات والحفاظ على ارث الزعيم ياسر عرفات الذي دفع حياته ثمناً من أجل الوطن والقضية والثوابت وعدم التنازل عن القدس والعودة واللاجئين، ورفض كل الصفقات التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.

وباعتقادي أن الصورة الأصلية التي تكونت لمسيرة العودة بزخمها الكبير في التمسك بالحقوق الفلسطينية يجب أن لا تحيد عن فكرتها الجماعية لصالح فصيل بعينه أو حزب سياسي وكأنه انجاز يسجل له، والتنكر للكل الفلسطيني الذي ساهم في رسم صورة العودة الجمالية بالتلاحم والوحدة، وبالتالي لا يعقل أن يجتهد فصيل أو حزب أو حركة أو مؤسسة أو مجموعة سواء كانت شبابية أو غيرها بإقامة نصب تذكاري أو صرح للعودة تحمل في خلفيتها رموز عالمية من نلسون مانديلا، ومارتن لوثر كنج، وغاندي ، ويغيب عنها الفلسطيني ياسر عرفات رمز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ورمزا عالميا ناضل من أجل الحرية لشعبه والعودة للأرض، فهذا الزمان والمكان فقط لياسر عرفات، وليس زمان هؤلاء ومكانهم في مسيرة العودة يا من تتغنون بالآخرين على حساب رموز قضيتنا، فالأصل هو ياسر عرفات وليس سواه، هذا الرجل الاستثنائي أبو عمار المقاومة كلها، فأنت يا الختيار أبو عمار بكافة أبجدياتك في المقاومة والنضال تستفز رجولتي عن آخرها في كافة كتاباتي لنكشف للجميع بأنك الصورة الحقيقية الحية التي لن تغيب عن الوجدان.

2018-04-10