الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مُصرُّون على ضرب الأسد.. فيتو موسكو في مجلس الأمن لن يمنع الدول الغربية من الردِّ بحزم على الهجوم الكيميائي

وكالات-بقي الغربيون مُصرِّين على الرد بحزم على الهجوم الكيميائي، الذي نسبته تقارير إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد في دوما قرب دمشق، ملوحين بشنِّ ضربات عسكرية في سوريا، رغم عرقلة روسيا قراراً بشأن هذه المسالة، الثلاثاء، في مجلس الأمن الدولي.

وتصاعدت المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا حول الملف السوري مع استخدام موسكو، حليفة دمشق، الثلاثاء، حقَّ الفيتو في مجلس الأمن، ضد مشروع قرار أميركي يقضي بإنشاء آلية تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

في المقابل، استمرَّ الغربيون، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا، في التلويح بردٍّ عسكري.

وأعلن السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر، أن "فرنسا ستبذل كلَّ ما بوسعها للتصدي للإفلات من العقاب في المسائل الكيميائية"، فيما صرَّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، أن بلاده ستعلن "خلال الأيام المقبلة قرارها" بشأن الرد.

وفي سياق التصعيد الدبلوماسي، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اتفقا خلال مكالمة هاتفية "على عدم السماح بالاستمرار في استخدام أسلحة كيميائية".

وبعدما توعَّد ترمب الإثنين بقرار "قريب جداً"، ألغى رحلة كانت مقررة في نهاية الأسبوع إلى بيرو، لمواصلة إدارة الملف السوري، معززاً التكهنات حول تحرك وشيك.

وفشلت موسكو، الثلاثاء، في جمع الأصوات الضرورية لإقرار مشروعي قرارين طرحتهما مقابل مسودة القرار الأميركي.

وبرَّر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، الفيتو الروسي الثاني عشر، خلال سبع سنوات من نزاع في سوريا، أوقع أكثر من 350 ألف قتيل، بالتصميم على "الدفاع عن القانون الدولي (…) وعدم زجّ مجلس الأمن في مغامرات".

وحذَّرت روسيا التي تنشر قوات في سوريا، بأن تدخلاً عسكرياً أميركياً في هذا البلد سيكون "خطيراً جداً".

"حال الإنذار"

وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي تقضي مهمتها بالتحقيق في أي هجوم من غير أن تكون مفوضة بتحديد الجهات المسؤولة عنه، الثلاثاء، أنها سترسل "خلال فترة قصيرة" فريقَ تحقيق إلى دوما، لإلقاء الضوء على ما حصل.

وأعلنت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) ومنظمة غير حكومية أميركية هي الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز)، وقوعَ هجوم كيميائي على مدينة دوما، مساء السبت، أدّى إلى مقتل أكثر من 40 شخصاً وإصابة أكثر من 500 آخرين، بـ"صعوبات في التنفس"، متَّهمة النظام بتنفيذه.

ودعت دمشق الثلاثاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لزيارة دوما، من أجل التحقيق في التقارير حول الهجوم الكيميائي، ونفت بشدة أن تكون استخدمت أي سلاح كيميائي. كما نفت موسكو، حليفتها، وقوع مثل هذا الهجوم. ورأى دبلوماسيون أن دمشق قد تكون تسعى لكسب الوقت وتأخير أي ضربات غربية محتملة.

غير أن واشنطن، وعلى الرغم من ترحيبها بإرسال خبراء، حرصت على عدم الربط بين التحقيق الذي سيجرونه والرد الذي صممت على القيام به.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن "الولايات المتحدة لديها آلياتها الخاصة (…)، نعرف أن مادة كيميائية استخدمت، ولو أننا لا نعرف بالضبط أي مادة".

وأسهمت تحذيرات ترمب، الذي أكد أن دمشق، وأيضاً داعميها روسيا وإيران، يجب أن "تدفع ثمناً باهظاً"، في تأجيج أجواء الحرب الباردة المخيمة بشكل متزايد على العلاقات بين موسكو والغرب، فيما تتهم موسكو وطهران الولايات المتحدة بالبحث عن "ذريعة" لضرب النظام السوري.

وحرص ماكرون على الإشارة إلى أنه في حال قرَّرت فرنسا شنَّ ضربات عسكرية، فسوف تستهدف "القدرات الكيميائية" للنظام السوري، من غير أن تطال "حليفيه" الروسي والإيراني، مؤكداً "لا نتمنَّى أيَّ تصعيد في المنطقة".

وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي اختتم الثلاثاء زيارة رسمية لفرنسا، رداً على سؤال حول إمكانية انضمام بلاده إلى ضربات محتملة في سوريا، "إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك، فسنكون جاهزين".

وسبق أن أمر ترمب، في أبريل/نيسان 2017، بقصف قاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سوريا، رداً على هجوم كيميائي اتَّهمت الأمم المتحدة قوات النظام بتنفيذه في خان شيخون (شمال غرب)، وأودى بالعشرات في شمال غربي البلاد.

"لا أحد خائف"

وأبحرت المدمرة الأميركية القاذفة للصواريخ "يو إس إس دونالد كوك"، الإثنين، من مرفأ لارنكا في قبرص، حيث كانت متوقفة، وهي حالياً في منطقة يمكنها منها استهداف سوريا بسهولة.

وأصدرت الوكالة الأوروبية للأمن الجوي، بعد ظهر الثلاثاء، تحذيراً من "ضربات جوية محتملة في سوريا (…) خلال الساعات الـ72 المقبلة".

في دمشق، أعلن الجيش السوري حالة "استنفار لمدة 72 ساعة على كافة القطاعات العسكرية، المطارات والقواعد" في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، وبينها دمشق، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

لكن في شوارع العاصمة، قلّل سوريون من أهمية التهديدات.

وقالت أمل، المهندسة البالغة من العمر 27 عاماً "لا أحد يخاف من ضربة. نعرف أن كل ما يفعلونه يهدف إلى تقويض (…) تحرك الجيش الذي يحرر المناطق"، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

وغداة التقارير حول الهجوم الكيميائي، أعلنت دمشق عن اتفاق مع فصيل جيش الإسلام المسيطر على دوما لإجلائه منها، ويتواصل تنفيذ هذا الاتفاق. وتم حتى الآن إجلاء آلاف المقاتلين وعائلاتهم إلى شمالي البلاد.

2018-04-11