الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المجلس الوطني الفلسطيني بين الواقع والمتوقع.... يوسف شرقاوي


على ضوء ماتسرب من "كولسات" اجتماع مركزية فتح الأخيرة، في رام الله برئاسة "الأخ ابومازن" من انه يريد ان يعقد المجلس "بسلاسة" اي انه يريد ان يفرغه من محتواه ويستبدل تنظيمين اساسيين وتاريخيين "الشعبية والديمقراطية" بجسم اقرب الى "الحشوة" اي عناصر تعين اما لان تنظيماتها "مجهرية" اقرب الى البصيمة،حيث لاتصلح الا لحشو "نصاب كاريكاتوري" او بعناصر من الاتحادات الشعبية والنقابات التي فاز أعضاؤها في الانتخابات الاخيرة،وذلك تمهيدا لحل المجلس التشريعي"المؤسسة التشريعية الشرعية" بقرار "المحكمة الدستورية" واعتبار اعضاء المجلس الوطني الجدد اعضاء مجلس تشريعي بلا انتخاب.بدلا من المجلس الوطني الذي طالما تغنينا به بصفته "برلمان المنفى"
رغم اننا عارضنا وبقوة من باب حرصنا على ديمقراطية وقوة الهيئات والأطر القيادية الفلسطينية، والتي اصبحت اقرب الى الديكور القديم لخلوها من معارضة حقيقية تعيد دب الحياة وتفعيل وانعاش تلك الهيئات والأطر، عارضنا حضور كل من الجبهتين "الشعبية والديمقراطية" لاجتماعات المجلس المركزي الاخيرة،من باب الطعن بشرعيته بعدم اكتمال النصاب الا أن حضورهما جاء مخيبا للآمال، حيث ان جلساته خلت من النقاشات الجدية والنقد الديمقراطي والجدي للقيادة المتنفذة والفردية الاقرب الى "ديكتاتوريات العالم الثالث" والتي تمنع منعا باتا انتقاد سلوكها وتفردها وعدم تنفيذ القرارات والتوصيات المتخذة في كافة اجتماعات الاطر والهيئات، وخاصة القرارات المتعلقة بوقف التنسيق الامني،وقطع العلاقات من الجانب الاسرائيلي.
يحسب للراحل رئيس "م ت ف" الأول الاستاذ احمد الشقيري انه بنى هيئات اساسية وضروربة لتصويب مسار المنظمة وعدم انحرافها بالاضافة الى المجلس الوطني،اسس:
1- جيش التحرير الفلسطيني
2-مركز الابحاث الفلسطيني
3- الصندوق القومي الفلسطيني
واحتشدت في كل تلك المؤسسات شخصيات وكفاءات وعناصر مستقلة، لها تاربخ نضالي مشرف،وخاصة احتشدت في مؤسسة المجلس الوطني الفلسطيني، لكن سرعان ماغادرتها لصالح القيادة الرسمية المتنفذة،دابت على العبث بمقدرات منظمة الشعب لصالح التنظيمات بحجة ماييمى "الشرعية الثورية" والتي ثبت ان معظم من تغنى بتلك الشرعية لا علاقة له بالثورية لا من قريب او بعبد،واصبحت اطر وهيئات المنظمة، اقرب الى المهرجانات الاحتفالية للمبايعة واعادة المبايعة،تتخذ القرارات فيها على قاعدة "رغبات الاخ ابوعمار اوامر" حتى ان الراحل ابو عمار في في احدى اجتماعات المجلس في الجزائر، رفع "نظارته" فصفق معظم الحضور وثبت القرار الذي يريد ان يمرره.
وخير شاهد على ذلك،وباختصار شديد موافقة معظم اعضاء المجلس على "اتفاقية اوسلو"وجميع ملحقاته،وبعدها توج هذا الانحدار بجلسة "شطب ميثاق"المنظمة في جلسة للمجلس في غزة،بحضور الرئيس الأمريكي الاسبق "بيل كلينتون" اذ صفق الاعضاء وقوفا امام "كلينتون" علما بان المطلوب منهم كان رفع الايدي فقط،ولمن يوافق،بدون عناء الوقوف والتصفيق لتنازل يمس جوهر حقوق الشعب الفلسطيني.
هذا هو واقع أطر وهيئات المنظمة،وعلى ضوء هذا الواقع سيكون المتوقع أسوأ وأخطر من ذلك،حيث سيفرح المعينون الجدد نتيجة كوتات المنظمات "المجهرية"او نتبجة الفرز الأمني لاعضاء الاتحادات والنقابات لضمان الولاء،وبعدها سيحل المجلس التشريعي،ليصار اعتماد اعضاء المجلس الوطني الجدد بمثابة "سلطة تشريعية" بلا شرعية لان ذلك يعتبر اغتصاب لاعلى السلطات الاساسية في النظام السياسي.
واخيرا وليس آخرا قدر لي ان احضر ثلاث دورات للمجلس الوطني عضوا مراقبا و عاملا وفصلت نتيجة نقاش مع رئيس المجلس سليم الزعنون "ابو الاديب" غير اسف على ذلك.

2018-04-15