الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لنحلق صوب السعادة والنجاح...كمال ازنيدر

شعبنا جوهرة ثمينة، كنز غالي علينا حمايته والحفاظ عليه. حبنا مغامرة علينا الذهاب بها إلى أبعد حدود. من خلال الفاكهة، نتعرف على الشجرة. صورة أمتنا مثلها مثل عمل فني لفنانين مختلفين ومتعددين… على الكل العمل بجد والتعاون بشكل جيد لكي يصبح عملهم المشترك تحفة فنية رائعة.

ديننا الإسلامي ثروة، علينا التمسك بها وعدم التفريط فيها. الجحيم شر، علينا النأي بأنفسنا عنه. والجنة سعادة، علينا الاجتهاد للوصول إليها والمحافظة عليها. الحياة فرصة علينا اغتنامها وحسن استغلالها، جمال علينا التمتع به، تحدي علينا رفعه، معركة علينا خوض غمارها، واجب علينا أداءه على أحسن وجه. الحياة مثلها مثل سيناريو لعمل فني والأرض كمسرح كبير، البشر فيه أبطال ومتفرجون… ولكي تصبح أمتنا « نجمة » هذا العمل الفني، علينا أن نكون فنانين متعددي المواهب يتقنون لعب غالبية الأدوار.

السعادة والحزن يكمنان في أعمالنا. « الحقل المزروع بطريقة جيدة، حصاده يكون جيدا »، و « من يزرع الريح يحصد العاصفة ». ليس هناك عمل تافه. الأعمال كلها لها أهميتها. كل عمل له فاكهة بالمقابل. طعم هذه الفاكهة قد يكون لذيذا كما قد يكون قبيحا. طعمها، يحدده طبيعة العمل الذي نقوم به. إذا دعيتم إلى القيام بعمل، فأدوه على أحسن وجه ! إحرصوا على أن تكونوا الأفضل أينما كنتم ! أسعد الناس ليسوا بالضرورة أناس يمتلكون كل شيء… أسعد الناس، أناس يستوحون سعادتهم من أدائهم المثالي وحسن استغلالهم لأبسط الأشياء التي يجدونها على طريقهم.

منا من توقفوا عن ممارسة الأنشطة التي تجلب جزء من السعادة للإنسان. أسباب عدة بعثرت أوراقهم، أثرت على أدائهم ومنعتهم من القيام بالأعمال التي تفتح لهم أبواب السعادة والنجاح. صاروا يخافون من المستقبل، صاروا يرون الحياة بزي أسود. هؤلاء الناس عليهم أن يعلموا أن المخاوف والمعاناة وجدوا لكي نتغلب عليهم ولكي يساعدوننا على النضج والنمو. عليهم أن يدركوا أن كل ما نعيشه على الأرض ما هو إلا تجربة لتحسين شخصيتنا وتزيين نفوسنا.

البكاء على ما أصابنا من سوء، مضيعة للوقت والجهد، لن يفيدنا في شيء. بدلا من البكاء، علينا التفكير في كيفية للتغلب على أحزاننا في أسرع وقت ممكن. بناء المستقبل يعتمد علينا جميعا. لا أحد سيكون مسؤولا عن سعادتنا أو شقائنا، إلا نحن. الكون هو تسلسل في الأفكار وطرق بلورتها على أرض الواقع. مواقفنا وأفكارنا هي التي ستكون المسؤولة رقم واحد عن كل ما سيعرفه الغد من أحداث وتطورات.

أنصحكم بوضع نصب أعينكم مستقبلا زاهرا سيتحقق يوما بعد يوم. أوصيكم بالعمل والصلاة من أجل عالم جميل كله حب وكله نور. بإمكاننا تدارك الأمور وتغييرها إلى الأفضل. بفضل قوة الحب وباقي الطاقات الإيجابية المزروعة بداخلنا، بمستطاعنا تنوير عالمنا وجعله أفضل يوما بعد يوم.

الحب، قوة داخلية، طاقة إيجابية، بإمكانها أن تحول حياتنا وكل شيء من حولنا. الحب والثقة في النفس والإيمان بالله بمستطاعهم تحقيق المعجزات في أجسامنا وفكرنا وتأثيرنا على محيطنا. يجب علينا ألا نيأس ! يجب علينا ألا نفقد الأمل ! علينا الحرص على التقدم في اللحظات الصعبة ! لا شيء يستدعي منا الخوف ! الله لم يتركنا وحيدين في هذا العالم ! قوته دائما معنا ! يجب أن نكون واعين بالقوة الإلهية التي وضعها الخالق بداخلنا ! علينا الوعي بقدرتنا على تغيير مسار الأحداث في حياتنا ووضع حد للعنة التي عصفت ومازالت تعصف بعالمنا.

كل يوم هو يوم جديد. مهما فعلنا، سيكون هناك في مكان ما أشخاص سوف ينتقدوننا ويفترون الكذب علينا. هؤلاء الناس، علينا تجاهلهم ! علينا أن لا نخاف من ردود أفعالهم ! كلما سمحنا للخوف منهم بالسيطرة علينا، كلما افتقدنا جزء من قوتنا، حيويتنا ونشاطنا. لنفتح أجنحتنا إذا ولنحلق صوب ما نحب ! لنفعل كل ما نراه قادرا على جعلنا سعداء ! لنفعل كل ما نراه قادرا على تحقيق المجد لأمتنا وديننا… ليكن يومنا هذا بداية رحلتنا نحو السعادة الأبدية وجلب النصر لأمتنا الإسلامية.

(*) ترجمة لمقتطف من كتاب "الإسلام، أجمل ديانة في العالم"، كمال ازنيدر، 2014

2018-04-19