الإثنين 3/4/1446 هـ الموافق 07/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المقبل معركة الجنوب السوري....حمادة فراعنة

 

 خاض الشعب السوري، والنظام السوري، والجيش السوري، المعارك الأكثر قساوة، والأفظع والأعنف ضد المعارضة المسلحة المدعومة من جبهة واسعة من الأعداء والخصوم، من الولايات المتحدة، والعدو الإسرائيلي، وأوروبا، وبعض الأطراف العربية، وصمدوا طوال السبع سنوات الماضية، وحرروا قطاعات مهمة من أراضيهم من تنظيمي داعش والقاعدة ومن يتبعهما من تسميات جهادية مختلفة، وانتصروا عليها وعلى الممولين والداعمين والمتضامنين بعد معاناة واستنزاف، والمتبقي هو استكمال برنامجهم ليشمل ما تبقى من المناطق الأقل كلفة والأضعف تأثيرا، فهل يقف السوريون شعباً ونظاماً وجيشا، يرتعبون من تهديدات الولايات المتحدة ويترددون، ويتركون الجنوب، من جنوب دمشق حتى الحدود الأردنية، عبر محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة امتداداً لعمق البادية شرقاً تحت نفوذ وتسلط داعش والقاعدة، بسبب التهديدات الأميركية العلنية، والإسرائيلية المخفية، لا يعقل أن تتوقف سوريا وتمنح خصومها وأعداءها فرص التحكم بالجنوب السوري لأن ذلك معناه مساس بالجغرافيا وتنازل عن السيادة والإفراط بالمواطنة وحصيلتها فشل الدولة السورية ونجاح المعارضة المدعومة ؟؟ .

المعارضة المسلحة في الجنوب السوري ستبقى محشورة بين الجيشين السوري والأردني، ولا مناص لها للتحرك والهروب إلا بإتجاه الحدود الشرقية حيث يكون الجيش العراقي لها بالمرصاد، وإن كانت حدود سوريا مع فلسطين المحتلة ستبقى مفتوحة نسبياً بقرار من العدو الإسرائيلي الذي استقبل جرحاهم ومدهم ببعض الإمدادات اللوجستية ولكنه لن يقدم لهم فرص البقاء داخل فلسطين، فهو لم يقدم حرية الحركة لعملائه من اللبنانيين الذين قاتلوا ضد وطنهم وشعبهم لمصلحة العدو الإسرائيلي قبل هزيمته على يد المقاومة اللبنانية ورحل مدحوراً من أغلبية جنوب لبنان، وكذلك لفئة من الفلسطينيين الذين عملوا مع الإحتلال في قطاع غزة ورحلوا معه عام 2005 بعد قرار شارون بالرحيل عن غزة وفكفة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الإحتلال، ولم يوفر لهم أيضاً فرص العيش الكريم بعد أن استنفد أغراضه منهم، وهذا ما سيفعله مستقبلاً مع المعارضة السورية التي عملت معه وسترحل من جنوب سوريا، تحت ضربات الجيش السوري ورفض السوريين لخياناتهم المكشوفة.

معركة الجنوب السوري ستنفجر أجلاً أو عاجلاً، ولن تبق أراضي الجنوب السوري خاضعة للقاعدة وداعش، وستكون معركة الشمال مؤجلة بعد أن تنتهي معركة درعا ويتم تطهيرها كما حصل مع الغوطة الشرقية والغربية، وباقي الأراضي التي استعاد السوريون فيها وعليها سيادتهم الأمنية.

 

لقد خسر السوريون أمنهم وتم تدمير مدنهم في صراع غير مسبوق، وهذا ما حصل ولايزال في الصومال وليبيا واليمن وكذلك العراق الذي وضع أقدامه على طريق استعادة عافيته بصعوبة، ومصر التي تُعاني من الإستنزاف والمواجهة في سيناء، فالبلاء المتطرف يأكل الأخضر واليابس ولا يوفر أحداً من شرائح المجتمع، يقتل بلا محرمات، ولهذا تتكاتف كل مقومات الدولة الوطنية ضدهم، لأن التطرف والهمجية لا أحد يقبل بها ولا يتكيف معها، ولذلك هي مثل الاحتلال الأجنبي مصيرها الزوال والهزيمة مهما طالت فترة تسلطها وقمعها، وها هو مصيرها في العراق بات فاقعاً: الهزيمة والهروب و...الزوال.

[email protected]

* كاتب سياسي مختص بالشؤون الفلسطينية والإسرائيلية

2018-05-29