الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بصراحة نقد الذات/ بقلم حسن سعد حسن

  نحن لانجيدإلا نقد الاّخرين، و لا نجيد نقد أنفسنا، أو لنقل بصراحة ،وبدون خجل أننا لا نمتلك القدرة ،ولا الجرأة على مواجهة أخطائنا . حتى نقدنا للأخرين يشوبه التعصب الأعمى، والشخصنة ،وعدم الموضوعية فى الأغلب، وياليتنا نمتلك البدائل ،والحلول الصحيحة على العكس فنحن نفتقر لذلك ،بل لا يهمنا وجودها من عدمه . فقد أصبح الشغل الشاغل للكثيرين هو النقد من أجل النقد ،لا النقد من أجل الإصلاح تلك هى الحقيقة . ولكن لماذا لا نجرب، ولو لمرة واحدة نقد الذات ؟! علنا نستطيع إصلاح عيوبنا أولاً، ثم نلتفت لعيوب الاّخرين فنطالبهم بإصلاحها، ونساعدهم على ذلك. هل جربت مثلاً أن تستعرض شريطك اليومى عندما تضع رأسك على الوسادة لتنهى يومك ،لترى ما فعلته من أخطاء فى حق نفسك،وحق الاّخرين ،وتسأل نفسك:- لماذا فعلت هذا ؟!،ولم أفعل ذاك؟! هل كنت اليوم إيجابياً؟، أم سلبياً ؟ ولماذا قلت كذا ؟!،ولم أقل كذا؟! وهل ما حصلت عليه اليوم كان من حقى؟، أم سلبت إياه ؟ وتفكر كيف تصلح ما أفسدت فى يومك . أعلم أنها عملية صعبة مجهدة ،وتحتاج إلى مران، ولكن رغم مشقتها فنتائجها مثمرة ،ولا جدال فى ذلك . فنحن دوماً نشعر داخل أنفسنا أننا الأفضل، والأصدق ،والأعلم ،والأكرم،والأشجع ، والأنبل ،وقد يصل الأمر إلى أننا نوهم أنفسنا بأننا نستحق أكثر مما لدينا، وأنناظلمنا فى تلك الحياة. فهل نحن فعلاً كذلك ؟! محاسبة النفس أمر لا بد منه قبل أن يحاسبنا غيرنا ، وليس شرطاً أن تصل بنا تلك المحاسبة إلى درجة الكمال ،فالكمال لله وحده – عز وجل – ،ولكنها ستجعلنا مقبولين لدى المحيطين بنا لأننا سنغير من أنفسنا شيئاً ،فشيئا. فنحن دوما نتشدق بكلمات ،وعبارات ولا نطبق منها أى شئ فى حين أننا نطالب الاّخرين بتطبيقها، وندعى لأنفسنا ما ليس فينا من الصفات ،والشمائل ،والخصال الطيبة الجميلة فى حين أننا قد نكون بعيدين كل البعد عنها جملة ،وتفصيلاً. تعالوا نحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا غيرنا.

2012-10-05