الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بصراحة... سيناء أرض الفيروز/ بقلم حسن سعد حسن

  عندما تأتى ذكرى نصر أكتوبر نحتفل ،ونسعد ،ونغنى ،وتعقد اللقاءات التليفزيونية ،ونستمع إلى المؤرخين، والأبطال ،وتعرض نفس الأفلام ( الرصاصة لا تزال فى جيبى ،وبدور ،وغيرها ) من الأفلام التى نشاهدها منذ الطفولة . رغم أننا لم نشاهد حتى الاّن عملاً يعبر عن النصر بصورة تليق به!! (ما علينا) كل هذا جميل ورائع ولكن ماذا عن سيناء ؟! ماذا قدمنا لها منذ عادت إلينا ؟! أين تعميرها ؟! أين زراعة مساحتها الشاسعة المترامية الأطراف؟! هل استفد نا من كنوزها التى أنعم الله - عز وجل - بها علينا ، ولا زالت فى باطنها ؟! كم سمعنا عن مشروعات ؟! ، وخطط ، وموازنات منذ سنوات مرت ؟! ولكن لم نرى شيئاً من هذا يذكر يتحقق على أرض الواقع فلا زالت سيناء (أرض الفيروز) صحراء جرداء قاحلة لا زرع فيها ، ولا ماء !! كم عانى أبناء سيناء من الشعور بالعزلة ؟! ، وعدم الإلتفات لمشاكلهم ؟! ،وقضاياهم التى تنوء الجبال عن حملها ؟! ،وتوفير أبسط مقومات الحياة ؟! ، ولكن لا حياة لمن تنادى !! علينا أن نهتم بالمواطن السيناوى فى شتى مناحى الحياة فهو حائط الصد الأول لمصر أمام العدو الصهيونى . علينا أن نقيم المشروعات العملاقة هناك ،ونجذب الاستثمارات، ونستغل مساحتها الشاسعة ،والكنوز التى فى باطنها. لقد أهملنا سيناء حتى أصبحت منطقة يحاول الإرهاب بسط نفوذه عليها، والسيطرة على منافذها !!. علينا أن نرد الجميل لأهالى سيناء الذين لا قوا الأمرين فى عهد الإ حتلال ، وجاهدوا ، وصبروا حتى كانوا عاملاً أساسياً من عوامل نصر أكتوبر. الاحتفال الحقيقى بعودة سيناء ،والتكريم الحقيقى لدماء الشهداء ليس بالطبل ، والزمر، وإطلاق الصواريخ ،و عر ض الأفلام، والمسلسلات ،والتى ،وللأسف الشديد لم تقدم الحدث التاريخى الذى هز العالم بصورة صحيحة كما قلت من قبل بل تناولته معظمها بصورة سطحية عقيمة . ولكن الا حتفال بعودة سيناء إلى حضن مصر الأم يكون بالعمل ،وتعمير سيناء ، وجعلها جنة خضراء. ولله الأمر من قبل ،ومن بعد .

2012-10-06