الأربعاء 5/4/1446 هـ الموافق 09/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رايخ العنصرية لن يستطيع قلع جذورنا .....تميم منصور

 في مدينة الطيرة الواقعة في الطرف الجنوبي الغربي من منطقة المثلث ، هناك حالة من التوتر والقلق والانتظار ، فمنذ نهاية الأسبوع الماضي ، ومطلع الأسبوع الحالي غالبية المواطنين يضعون أصابعهم وغضبهم على زناد الإصرار، ومحك الوجود لمقاومة التهديد بهدم عدداً من بيوت المواطنين في المدينة ، فأشباح الهدم قد أبلغت أصحاب البيوت المستهدفة بأن حكومة الكوارث برئاسة نتنياهو وليبرمان ومعهم المأفون أردان وروني الشيخ وبقية الأعضاء بالرايخ العنصري الإسرائيلي ، قد اقرت الهدم مع سبق الإصرار والترصد . هذه الحكومة المعادية للمواطنين العرب ، قررت أن تكون معايدة جزءاً من مواطنيها بمناسبة عيد الفطر هدية خاصة ومميزة ، لا مثيل لها في أرجاء المعمورة ، هذه الهدية ليست اكثر من الاقدام على طمس شقاء وعرق وجهد وآمال وأحلام عدداً من أصحاب البيوت داخل تراب صلفها وعدوانها ، بحجة البناء غير المرخص ، كأن البيوت التي تقام كل يوم على الأراضي الفلسطينية في الداخل الفلسطيني مرخصة وشرعية ، مثل تسور ناتان وحريش وغيرها . عملية الهدم هذه في بلدة الطيرة وغيرها من المدن والقرى العربية ، ما هي الاستمرار لسياسة التمييز القومي والقهر والتخريب لإذلال المواطنين العرب ، وقد اعتمدت الحكومات الإسرائيلية على مر السنين هذه السياسة واعتبرتها الخيار والأسلوب الواحد والوحيد الذي يستحقه المواطنون العرب ، فقد تم حتى الآن هدم قرية أم الحيران في النقب ما يزيد عن مائة مرة، وفي بداية هذا الأسبوع تم هدم منزل المواطن يوسف الزيادنة وهو من قرية ام نملية في النقب ، وهذا الهدم ما هو الا جزء من مخطط تم اعداده منذ عشرات السنين لتشريد أهلنا في النقب . اعترف أكثر من مسؤول واحد في حكومة الابرتهايد برئاسة نتنياهو، بأن هذه الحكومة بشكل خاص تستعمل مع المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني سياسة القبضة الحديدية ، وهي السياسة التي تستعملها مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ، وقد اعتبر الوزير العنصري اردان بأن بناء المواطنين العرب غير المرخص يهدف الى قضم أكبر مساحة من أراضي الدولة ، كأن هذه الأراضي ملك أجداده ، حملها معه عندما هاجر الى إسرائيل ،اما وزير التربية والتعليم فقد اعتبر ما اسماه البناء غير المرخص بأنه نوع من الإرهاب الزراعي ، لأن هدف المواطنين العرب كما ادعي تقليص الأراضي المعدة للزراعة.

لم يبق أمام المواطنين العرب للرد على تفشي هذه السموم من قبل رؤوس هذا اليمين الفاشي ، سوى التصدي لهذه السياسة بقوة أجسادهم، كما حدث في منطقة أم السحالي بالقرب من شفاعمرو ، ومنطقة الروحة قرب أم الفحم ، وقد أدى هذا التصدي أيضاً الى اجبار السلطات المسؤولة الى تعويض المواطنين العرب عن الأراضي التي صودرت لشق عابر إسرائيل ، كذلك فإن التصدي القوي لسياسة حكومات الابرتهايد منع تنفيذ مشروع " برافر " في النقب ، هذا هو قدرنا ، مقارعة العنصرية الصهيونية ، حتى نستطيع الاستمرار في العيش الكريم داخل وطننا ، نقول لهذه الفئة الضالة برئاسة نتنياهو ، مهما هدمتم من بيوت ومهما صادرتم من أراضي ، ومهما مارستم وجددتم كافة الوان أنواع العنصرية فإن المواطنين العرب ثابتون في وطنهم، وسوف يستمرون في تخريج آلاف الاكاديميين في كل سنة ، لأن هذا الثبات وحده قادر على زعزعة ثقة العنصريين بأنفسهم وقدراتهم ، وقد أدت هذه السياسة الى هروب الكثيرين من المواطنين اليهود من بلاد السمن والعسل التي خدعوا بوجودها . ان صمود المواطنين العرب سوف يزيد من قوتهم وعددهم في المدن المختلطة ، كما سيخلق مدناً مختلفة جديدة مثل الناصرة العليا ، وكرميئل ونهاريا والعفولة انهم أحق منا بترك هذا الوطن ، لأنكم كنتم لا زلتم دخلاء ، أما نحن فمتجذرون منذ الآف السنين ، نعرف كل صخرة وجبل وهضبة وذرة تراب فيها ، نعرف كيف نخاطب طيورها وكافة كائناتها الحية ، ان اجسادنا تتكيف مع حزم شمسها ونسمات هوائها. السلطة في إسرائيل لا تريد التعاون مع المواطنين العرب ، خاصة فيما يخص عمليات التنظيم والبناء ، منذ قيام الدولة على أنقاض نكبة شعبنا و وقضايا التنظيم والبناء قائمة في الوسط العربي ، حيث يضطر المواطن أحياناً بناء بيته بدون ترخيص ، ليس محبة في التحدي ، ودفع الغرامات المالية والسجن ، أو انتظار الهدم ، ما يجبر هذا المواطن هو تغاضي الحكومة عن متطلباته الضرورية بإيجاد السكن الملائم ، الذي يتوازى مع التكاثر السكاني للمواطنين العرب .

نعترف بأن الكثير من سلطاتنا المحلية تتحمل جزء من مسؤولية فوضى البناء ، وإقامة بيوتاً جديدة بشكل عشوائي ، والسبب أن العديد من هذه السلطات تهادن الداعمين لها ، والمؤيدين لاستمرار وجودها ، كما ان التركيبة الحمائلية والطائفية في مجتمعنا تضعف هذه السلطات ، ويمنعها من اصدار قرارات حاسمة تحول دون منع فوضى البناء ، مما يحول قرانا ومدنا الى غابات مزروعة بالأبنية العشوائية ، بدون بنية تحتية وهذا ما تريده وزارة الداخلية ، فتسارع الى تنفيذ مآربها باستعمال مطرقة الهدم التي تؤدي الى المزيد من الإشكالات والانقسامات داخل مجتمعنا ، والطيرة اليوم تعيش هذه الأزمة، لأن وزارة الداخلية سارعت لاستغلال فوضى البناء هذه للانتقام من المواطنين .

2018-06-25