الجمعة 14/10/1444 هـ الموافق 05/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نميمة البلد: التأمين الصحي ... الخان الأحمر ... وكأس العالم... المحكمة الدستورية ....جهاد حرب

 (1)   التأمين الصحي ... خطوة الى الامام

يمثل قرار مجلس الوزراء الخاص بتعديل بدء سريان التأمين الصحي الحكومي خطوة بالاتجاه الصحيح لتصويب العيوب الكبيرة التي شابت التأمين الصحي الحكومي. وعلى الرغم من أنه "القرار" خطوة مجزوؤه ومتأخرة الا أنها خطوة إصلاحية هامة باتجاه تطوير نظام التأمين الصحي.   

في ظني أن هذه الخطوة تعزز ثقافة المواطنين بأهمية الاشتراك بالتأمين الصحي، وتقضي على النفع من الاشتراك في اللحظة الأخيرة (أي التأمين في وقت الحاجة فقط)، ويحد من استفادة فئات غير مستحقة منه، ويرشد استفادة المواطنين من الخدمات الصحية، ويخفف من الاعباء المالية على الخزينة العامة. ويقلل من هدر المال العام، ويدفع بالضرورة الى تحسين الخدمات الصحية المقدمة عبر وزارة الصحة. طرح هذه الخطوة مسألة التأمين الوطني الشامل، من جديد، باعتباره اصلاح جوهري ليس فقط لترشيد النفقات بل أيضا لتطوير الخدمات الصحية في البلاد.

 

(2)   كأس العالم ... وحال البلد

أثبتت تجربة كأس العالم في روسيا أن الفِرق التي تعتمد على النجوم "الزعماء" كالبرتغال والأرجنتين ومصر تساقطت الواحدة تلو الأخرى، وان الدول ذات التاريخ العريق في السيطرة على كاس العالم كألمانيا والبرازيل انهارت، فيما الفرق التي تعتمد على اللعب الجماعي الفريق "المؤسسة" تفوقت والتي اعتمدت على ذوي الاعمار الصغيرة "الشباب" وصلت الى مراكز مرموقة وأبدعت.

في ظني أن مشوار كأس العالم للعام 2018 يقول إن التاريخ وحده لا ينفع ولا تفيد الزعامة دون وجود المؤسسة المفعمة بالحيوية "الشباب"؛ فهما وحدثان الفرق ويصنعان المجد لمن يريد الظفر بالمستقبل وهي على عكس حال البلاد التي تكلست فيها الحياة السياسية بمؤسساتها وأشخاصها.

 

(3)   المحكمة الدستورية .... وعضوية المستشار

إن صحت الانباء عن تنسيب الجمعية العامة للمحكمة الدستورية للرئيس ابو مازن تعيين خمسة أعضاء جدد في المحكمة الدستورية من ضمنهم المستشار القانوني "السابق" للرئيس، والتي سرت في العاصمة المؤقتة اشاعات "انهاء عمله" دون اعلان واضح من الرئاسة أو نفي لها. فإن المحكمة الدستورية تضع نفسها في مأزق جديد أعمق من احكامها الإشكالية وليس آخرها ما يتعلق بتفسير الاتفاقيات الدولية على خلاف إرادة المشرع "رئيس دولة فلسطين".

كما تطرح مسألة تضارب المصالح عند نظر المحكمة في دستورية القرارات بقوانين التي صدرت في السنوات العشر الأخيرة؛ فليس من الحكمة أن يتنحى عن النظر في أكثر من مائتي "قانون" صدرت اثناء عمله مستشارا للرئيس ولعب دورا محوريا في صياغتها. كما أن الامر يطرح مسألة "حفظ الجميل" من أعضاء المحكمة الدستورية الذي لعب المستشار دورا مركزيا في تركيبة الهيئة العامة للمحكمة الحالية.

 

(4)   الخان الأحمر ... معركة طويلة أم تجدد الامل

حركة المناضلين في الخان الأحمر تشير الى أن المعركة طويلة، في الوقت نفسه تجدد الامل بقدرة الشعب على الانتصار، والثقة بالقدرات الذاتية عندما يُقرر الفلسطينيون خوض الكفاح الوطني مستخدمين المسارات المتعددة بتناغم؛ من تضحية بالنفس والجهد والعرق؛ كما يقوم المرابطون في الخان الأحمر، ومقارعة الاحتلال في محاكمه لوقف التهجير "النقل القسري للسكان"، وعرض مخاطر الجرائم الإسرائيلية على المستوى الدولي، وتنظيم وتأطير العمل بشكل متناسق بين الطراف المختلفة؛ لجان المقاومة الشعبية وهيئة مقاومة الجدار والحكومة بأفرعها المختلفة والفصائل الفلسطينية لتوفير أساسيات الصمود.

هذه المسارات المتكاملة تحقق النجاح في المعارك الصغيرة هنا وهناك، ما يدعو الى استعادة المبادرة للبدء بمقاومة شعبية واسعة بأشكالها المتعددة لتطال مناحي الحياة الفلسطينية لدحر الاحتلال. وهنا لا بد من تحية المناضلين المرابطين في الخان الأحمر على جهدهم وعكلهم وعلى تجديد الامل فينا.          

2018-07-13