السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قانون القومية و'الانتفاضة المهذبة' لدروز 'إسرائيل'

القدس المحتلة-الوسط اليوم:

تقول تحليلات اسرائيلية ان بهذا الأسبوع، أثبت الدروز أنهم الأقليّة الأقوى في إسرائيل، وذلك بعد أن أجبروا حكومة نتنياهو على التفكير مجددا في "قانون القومية" المثير للجدل  .

واضاف تقرير نشره المصدر الاسرائيلي :منذ وقت طويل، "لم نشهد تراجعا كهذا في المنظومة السياسية الإسرائيلية"، الذي حدث بعد عدة أيام فقط أعلن فيها أعضاء الحكومة، بما في ذلك رئيس الحكومة، عن “يوم تاريخي” بعد أن صادق الكنيست الإسرائيلي على “قانون القومية” المثير للجدل، الذي ينص على أن إسرائيل هي البيت القومي للشعب اليهودي ويعرّف اللغة العربية بصفتها اللغة الرسمية في الدولة فقط (حتى يومنا هذا كانت تعتبر العربية لغة رسمية أيضا).

اعترف رؤساء أحزاب المعارضة أن القانون يشكل خطأ ويجب العمل على تغييره لتجنب إلحاق الضرر بالدروز. غرد وزير التربية والتعليم بينيت الذي دفع سن القانون قدما وحافظ عليه علنا: “بعد محادثات مع الكثير من "إخوتنا الدروز"، يتضح أن قانون القومية يلحق ضررا كبيرا بهم تحديدًا، وبمن له علاقة بمصير الدولة اليهودية. وطبعا، هذا ليس هدف الحكومة الإسرائيلية. فالدروز إخوتنا، وهناك تعاون بيننا في ساحة المعركة، وتحالف. على الحكومة الإسرائيلية تحمّل مسؤولية التوصل إلى طريق لرأب الصدع”.

واعترف وزير المالية كحلون الذي طلب من النائب الدرزي في حزبه “كلنا”، أكرم حسون، تقديم التماس إلى المحكمة العليا ضد القانون، رغم أنه كان قد أيده.

فسارع رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو إلى الالتقاء بالممثلين الدروز، وهكذا عمل ممثلو المعارضة أيضا. في الواقع، يمكن القول إن معارضة الدروز، رغم أنها كانت معتدلة نسبيا ودارت بشكل خاصّ في مواقع التواصل الاجتماعي والحلبة السياسية، من خلال التأكيد على رسائل إيجابية، قد تؤدي إلى تغيير في قانون تولي له الحكومة أهمية.
في نهاية لقاء نتنياهو مع رؤساء الطائفة الدرزية، قيل: “سيوضع برنامج يؤكد التزام دولة إسرائيل تجاه الدروز”، إذ ربما تُمنح رزمة مساعدات خاصة للدروز بدل الإقدام على تغيير في نص القانون نفسه.

بدأ الاحتجاج الدرزي أثناء مراحل سن القانون، ولكنه لم يحظَ بأهمية كبيرة. فبعد المصادقة عليه، وبعد أن صرح أعضاء الائتلاف تصريحات قومية، دارت محادثات بين الدروز، عبّروا عنها في منشورات كثيرة في الفيس بوك. فكتب مواطن درزي شاب من الشمال: “خدمت في الجيش كمقاتل وضابط طيلة 26 عاما. وخدم جنود شبان دروز قبلي وبعدي في كل حروب إسرائيل في كل الجبهات. يمكن أن أقول إننا نفعل ذلك لأننا نتجند من أجل الحفاظ على موطننا وبلادنا. تربطنا علاقة وطيدة بهذه البلاد كسائر مواطني إسرائيل اليهود لأنها بلادنا وموطننا منذ مئات السنوات. تتبدل الحكومات، وهي لا تحدد انتماءنا لهذه البلاد. الحكومة التي تعرفنا كمواطنين من الدرجة الثانية، تعرّف نفسها كحكومة من الدرجة الثالثة أو أسوأ”.

من الجدير بالذكر أن الدروز في إسرائيل يعدّون طائفة قوية جدا وذات نفوذ ويعود ذلك لعدة أسباب أبرزها: يخدم دروز كثيرون في الجيش ومنهم من يتبوأ مراتب رفيعة. كما أنهم يؤدون دورا هاما في الدولة، وتتصدر البلدات الدرزية قائمة النجاحات في مجال التربية في كل عام.

وهناك نقطة هامة جدا أخرى مرتبطة بنشاطات الدروز السياسية – الكثير من الدروز هم أعضاء في أحزاب إسرائيلية، بما في ذلك أحزاب يمينية مثل الليكود والبيت اليهودي. في هذه الحال، للدروز تأثير كبير على صانعي القرار.

واختتم التقرير بسؤال :هل سيُلغى قانون القومية؟ علينا الانتظار لأن الكنيست الإسرائيلي في عطلة. لكن، ليس هناك شك أن احتجاج الدروز فتح النقاش العامّ الأهم الذي تشهده إسرائيل فيما يتعلق بهم.

2018-07-30