سألني: متى نرتقي ؟ وهل العيب بنا أم بالإسلام..!
قلت: هناك شعوب مسلمة مهذبة وراقية ومنتجة!
لنعُد لأنفسنا أولاً ونفحصها من البداية..
كانت لنا قواعد حياة سابقة لنشوء الدولة.. فما كان ضمن مضاربنا محترم. فالجار يغض بصره عن جارته والمقتدر يُقاسم طعامه لغير المقتدر، ويُكرم الضيف، والدخيل "الهارب لجناية ارتكبها" لا يسلم مهما كبُر جرمه .. وهكذا..
أما خارج المضارب.. في الفضاء البعيد؛ فهو مستباح بالغزو والنهب والسلب..
قال: تريد أن توجه نقدك لذلك الزمان؟
قلت: ليس هذا موضوعي، ولم أعـش تلك الفترة لأقيم قوانينها.. لكـن لنستفد منها بالمقاربة مع عَيشنا اليوم..
لاحظ أن ماهو داخل المضارب يمثل الملكية الخاصة اليوم.. وماهو خارجها يمثل الملكية العامة اليوم..
ولا زلنا مؤمنين بذات القواعد .. فما أجملنا وأهذبنا وأنظفنا في ملكياتنا الخاصة.. ومجرد خروجنا للشارع والساحات والحدائق العامة.. يغيب الجمال والتهذيب والنظافة.. (بلا تعميم بالطبع) ..
انتقلنا لعصر الدولة الحديثة مادياً.. ولم نغادر المضارب معنوياً..
يوسف علي الشاعل