الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الحراك الشبابي العربي المفكر....أ. عزات جمال الخطيب

كلمة موجهة للشباب العربي المفكر ::

ليس الشباب في حاجة إلى من يوجّهه. فالقوى الهائلة التي يزخر بها كيانه هي الكفيلة بتوجيهه في السبيل المعدّ له. وإنّما حاجة الشاب إلى من يحميه من موجهيه الذي يحاولون أبداً أن يكمّوا فاه، ويكبّلوا يديه ورجليه، ويسكبوا الماء البارد على الحماسة المتأجّجة في صدره، ويزرعوا الذعر والخنوع في فكره وقلبه. أولئك، في الغالب، هم رجال السياسة، ورجال الدين، والآباء والأمّهات، والمعلّمون والمعلّمات الذين يعيشون في قلق دائم من ثورة الشباب على ما رثّ من تقاليدهم، وما بلي من أساليبهم، وما نعفّن من معتقداتهم. ولذلك لا ينفكّون يقيمون السدود والحواجز في وجه تفتح الشباب وانطلاقه.

وهم إذ يفعلون ذلك لا يدركون إلى أي حدّ يجرمون بحقّ أنفسهم وحقّ الشباب.
  الإثم الذي لا يغتفر أن نمسك على الشباب حرية الافصاح عمّا في كيانه من قوىً تتحفّز للوثوب، فنجعله يدبّ حيث يستطيع أن يطير، ونجعله يتردّد حيث يطلب الانطلاق. فالشباب ربيعنا، ومن حقّنا أن ننعم به متفجراً من أعماقنا كما ننعم بالربيع متفجّراً من أحشاء الأرض، فلا نحوّل ورده قطرباً، وياسمينه عوسجاً، وبلابله غرباناً، ونسوره بوماً. وذلك ما نفعله بالتمام عندما نحرم الشباب حرية التعبير عن نفسه إن بالقول وإن بالفعل؛ ثمّ نحصره في قوالب صلبةٍ، قاسية، لا تلبث أن تضيق به فتتشقّق وتتطاير شظايا تدميه وتدمينا بالسواء. وقد تهلكه وتهلكنا.

2018-10-08