الثلاثاء 11/4/1446 هـ الموافق 15/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
دمشق بين الحب والحرب ...باسل معالي

ثمة ما يستثير قلبك للكتابة ..ربما ذلك البرد الممزوج برائحة التراب ..أو ذلك المطر المنسدل على الشبابيك في أزقة دمشق العتيقة ..بين أن تكتب عن المنفى عند موعدٍ في مدينة غريبة الأطوار بعيدة هي عن قلبك قريبة هي من الحياة ..وثمة ما يسكنك كطوفان هائمٍ على ذراعيك يزرع فيك الحياة ..في عصفه برقية تهنئة بهذا العمر ويمر كالنسيم عند نافذتك مذكراً بالياسمين ..بحياة كانت أجمل ..بحبيبه جالستها قرب ذلك المكان ..لعصفورة اللقاء محملة بالزهور ..لعجوز مرت بجانبكما متبسمة للحياة ..فتسدل عينيك تارة الى جنبات الماضي ..لتباشر الحاضر بواقع أليم تجرح به عيونك عندما تطل من نفس النافذة الى مكان بات كالجحيم بعدما كان جنة في الأرض حروفها جميلة كحلاوة دمشق في الخريف ..لقد دمرت الحرب كل معالم الجمال في مدينة كانت مكتظمة بالجمال ..وعنونت برصاصها أسواراً كانت حروف العاشقين لها ماءً وقوتها موسيقى فيروز في ذلك المطعم القريب من البلدة القديمة في دمشق ..هي الأزقة نفسها من تذكرك بعاشقين قد مروا من هنا ..والمدينة تذكر من مر بها ..فالحب مع صوتٍ هادئ في الصباح يعيد لك أطلال العشق المباح الذي حرمّه الحرب بكل طقوسه وأضرم النار في جوف المدينة لتنزف منها كل الجراح ..

2018-10-21