الأربعاء 26/10/1444 هـ الموافق 17/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مع الوزيرة ظالمة أو مظلومة....حمادة فراعنة

 

 سواء كانت خطوة الوزيرة جمانة غنيمات مقصودة ، غير مكترثة للنتائج السياسية المترتبة على دوس علم المستعمرة الإسرائيلية ، أو أنها سارت بخطواتها الواثقة سهواً غير متعمدة ، لدخول بوابة مجمع النقابات المهنية ، إجبارياً ، فالفعل وقع ، ولا مجال للتراجع عنه ، ولا ردة له وعنه ، خاصة أنها لم تكن الوحيدة التي أقدمت على دوس علم المستعمرة فقد شاركها أخرون .

ردة فعل وزارة خارجية المستعمرة الإسرائيلية في استدعاء القائم بالأعمال الأردني في تل أبيب ، وتسليمه مذكرة احتجاج ، تدفع باتجاه المباهاة ، حينما يحتج العدو الوطني والقومي والديني على فعل يشكل عامل إستفزاز لهم ، مما يؤكد إمكانية إحساسهم بالوجع جراء فعل أردني ، خاصة أن الفعل أتى من وزيرة ، والناطق بلسان الحكومة الأردنية ، مقارنة مع كم هائل من الأفعال العنصرية التي تمارسها المستعمرة الإسرائيلية ومن كبار قياداتها ، بدون أن نملك الوقت أو القدرة أو الفعل لمواجهتها ، فهي تحتل الأرض الفلسطينية بما فيها القدس التي كانت جزءاً من سيادة المملكة الأردنية الهاشمية ، وتنتهك يومياً مقدساتنا الإسلامية والمسيحية ، وتقتل الأطفال بلا أي رادع أخلاقي أو إنساني أو قانوني .

لا نأبه لردة الفعل الإسرائيلية ، فالفعل الذي أقدمت عليه الوزيرة سهواً أو متعمدة ، تم بقرار سياسي وطني قومي نفذه مجلس النقابات المهنية كمؤسسة مدنية ديمقراطية تقوم على التعددية ، يمثل نصف مليون منتسب لنقابات المجمع من أطباء وأطباء أسنان ، وبيطريين ، ومهندسين ومهندسين زراعيين ، ومحامين ، يشكلون القاعدة المتقدمة الأنضج لدى المجتمع الأردني ، الذي يرفض تطبيع العلاقات بأي شكل من الأشكال ، مع مؤسسات المستعمرة الإسرائيلية .

مظاهر التأييد النقابي والبرلماني والحزبي وقادة الرأي العام ، دعماً للوزيرة وحماية لها ، تعبيراً عن تضامنهم الوطني معها ، وهي بذلك دخلت الموسوعة الوطنية من أوسع أبوابها ، وسجلت فعلاً يحمل من الكرامة ما يستحق الاحترام ، لأنها إمرأة وصحفية ووزيرة ، وقبل كل ذلك مواطنة تحمل مشاعر وأحاسيس الأردنيين وانحيازهم للشعب الفلسطيني وقضاياه ومطالبه وتطلعاته العادلة ، لعل حكومة عمر الرزاز تتماسك وتجد الحجة والمنطق والغطاء الذي يحول دون تقديم الاعتذار ، فقد عززت خطوة الوزيرة وسلوكها الواعي أو تصرفها العفوي من رصيد حكومة الرزاز وشعبيتها ، وهي تحتاج لهذا الفعل ، مثلما تحتاج للصمود في مواجهة ضغط متوقع ومطالب قد تكون ملحة لتقديم الاعتذار القاتل ، للعدو الذي يحفر لشعبنا الفلسطيني قبور الموت اليومي بلا رادع ، ويعتدي على مقدساتنا بشكل منهجي متعمد ، ولا يحترم قرارات الشرعية الدولية المفترض أنها المرجعية التي تحكم علاقات الدول بعضها البعض .

وزارة الخارجية ردت على احتجاجات وزارة خارجية المستعمرة الإسرائيلية أن مبنى مجمع النقابات مؤسسة مدنية غير حكومية ، ولا صلة للحكومة بأفعالها ولا تتحمل مسؤولية مواقفها السياسية ، وأن هذه الأفعال تتم معالجتها عبر القنوات الدبلوماسية . 

يستحق مصور جفرا نيوز جمال فخيدة وسام الاستحقاق الوطني على مبادرته المهنية ونجاحه في التقاط الصورة وتوزيعها ونشرها .

[email protected]

2019-01-01