إذا كانت الكنيسة في عهودها المظلمة توزع صكوك الغفران ، فإن الاديب الالمعي محمد كامل بن زيد ظل على مدار ندوة بسكرة لأدب الطفل يوزع ابتسامات الإئتمان . فهذا يسديه ابتسامة وذاك يسديه عناق ، وكنا كلنا سواسية أمام اشراقاته ..
وأنا واحد منهم ، فبمجرد أن وطأت أقدامي أرض عاصمة الزيبان بسكرة زوال يوم جمعة ، وعلى وجه التحديد أمام مبنى فندق " سلامي " بحي " العالية " هذا الفندق الذي نسديه أسمى آيات التقدير والشكر على خدماته الجليلة ، وجدتُ في استقبالي هذا الهلالي الشهم :الاديب محمد الكامل بن زيد ، منتصبا كما ذاك الفارس المغوار .
حظيتُ منه بعناق حار ، حميمي ومن عينيه تشع " تقاسيم " هلالي قح ، سلمت عليه سلام العرب الاقحاح ، وهو يرتدي برنوسه البني ، كانت معه إبنته الصغيرة ، قال لها على التو " سلمي على عمك " فاشتممتٌ من هذه " الخصلة الابية " أنني بديار بني هلال ، وأن ذاك العناق كان " جباية " حميمية منه ولم تكن جباية أخرى ،
عيناه البنيتان يشع منهما سناء العرب الاقحاح ، أو إحدى قبائل العدنانيين أو قوم بني " نجد " أو الخزرج ، لا يهم ، كلهم عدنانيون ، حياني ببرنوسه ، فأيقنتُ أنني أمام سليل جند الفاتحين " الفاتح عقبة بن نافع الفهري .. لم تخطر في بالي على الاطلاق " الملكة " ديهيا " ولا غيرها بقدر ما احتوتني مروءته ، وهو ينتسب الى ابتسامته دون غيرها ، وأن " الانساب " وإن ذهب اليها ابن خلدون مذهبا آخر ، فلم يكن أيضا ذا بال عندي ، عندما سلم علي ثانية الاديب الفهري : محمد الكامل بن زيد ، هذا ما قرأت في عيني هذا الفارس المغوار ، إن على مستوى المروءة أو الابداع ، وهو الذي روض السرد في إجدى رواياته للكبار وللناشئة خاصة ما استلهمه من كنار " أي عصفور له ، نسج منه عملا إبداعيا رائعا للطفولة ، في غاية الابداع ، وإن على مستوى " إئتمان ضيوفه " بندوة ادب الطفل ، لم يكن على عجل لحظتئذ ، عندما دعاني الى أخذ قسطي من الراحة وكان على أهبة " السعي " للإئتمان " على ضيوفه المتواجدين في زيارة وصلاة الجمعة بمسجد عقبة بن نافع الفهري / بسيدي عقبة ، قبل أن يودعني ، قلت له : أنتظر يا أخ العرب ، أنا موفد وجدانيا لك ، محملا برسالة وُدِّ لك من قبل إخوانك الاشاوس بالاردن الشقيق ، وبالضبط من هيئة رابطة إتحاد الكتاب الاردنيين وعلى رأسهم رئيس الرابطة الاديب محمد الضمور ، الذي حملني رسالة محبة لك ولاتحاد الكتاب الجزائريين ببسكرة ، عند زيارتي الاخيرة للأردن الشقيق ، عند استقبالهم لي - مشكورين - بالهيئة ، حيث أكرموني ، فهأنا أبلغها لك بأرض الاشاوس ، بسكرة عاصمة الزيبان " أمانة وإئتمان " ويشاء القدر أن أقرئك هذه " الامانة " الوجدانية على ظهر بسكرة ، ويا لمحاسن الصدف ولسريرتك الطيبة ، أن تسدى بعاصمة الزيبان ،
هو ذا الفيصل ، والآن ، تفضل أخ العرب ، أقرئ سلامي الى فاتح الامصار عقبية بن نافع الفهري ، ولا تنس أبا المهاجر دينار ، قلت ذلك في قرارة نفسي إيمانا مني بجميل طويته ،
وعند المغيب من نفس اليوم جمعنا هذا الشهم / الاديب محمد الكامل بن زيد بحديقة التسية على شاي وقهوة عربية بحديقة التسلية ، في ضيافة صاحبها الشاعر ، الاستاذ : نورالدين بوزاهر،
وتتوالى السويعات ، والاديب راعي الندوة محمد الكامل بن زيد يستظلنا ببرنوسه ومظلته ، طيلة الندوة ، فكان متعدد الخدمات ، لم يغفل لا صغيرة ولا كبيرة ، إلأ وأحصاها ، ظل على مدار الندوة يغدقنا برعايته هو وطاقمه ، فلم يبخل علينا باشراقاته ، ووثباته ، هنا وهناك ، فكان ذاك الحليم ، الراعي الذي يهش بعصاه " كل " بأس " أو طارئ وهو يفعّل النجاح للندوة ، وكان له ولنا ذلك ، فكان أحد الفاعلين الاساسيين ، في إنجاح المحفلية ، على جميع الاصعدة ، وفّر لها كل سبل النجاح والائتمان .
تحية إكبار وتقدير وعرفان لك أيها الشهم الهلالي الشامخ ، الفذ محمد الكامل بن زيد على حسن وفادتنا ، ولك ود كل المساءات والصباحات ، عبر " تغاريد " عصفورك " بطل أحد أعمالك للابداعية للطفولة ..
و" تغريبة " الإباء والشهامة والشموخ ..
دمت كبيرا والكبير هو الله ،
لك مني أوفى العرفان والتقدير والإكبار .. أيها الجنرال كما يناديك أصحابك مزاحا وحبا ومودة .. فإن كل واحد فينا أخذ قسطه من " شمائل الإئتمان ..