الإثنين 10/4/1446 هـ الموافق 14/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
لماذا فشل مزاد لبيع 'لوحات فنية لهتلر'؟

فشلت دار مزادات في ألمانيا في بيع خمس لوحات قيل إن الزعيم النازي السابق أدولف هتلر رسمها.

وكانت دار مزادات "فايدلر" قد حددت سعرا مبدئيا لبيع اللوحات المرسومة بألوان الماء بمبلغ 45 ألف يورو (51 ألف دولار).

وأقيم المزاد في مدينة نورمبرغ الألمانية التي اشتهرت بالمسيرات الحاشدة التي نظمها هتلر، والتي شهدت بعد ذلك محاكمة قادة نازيين بتهم ارتكاب جرائم حرب.

وشاب المزاد اتهامات بالتزوير، فيما وصفت عمدة المدينة، أولريتش مالي، المزاد بأنه "سيء الذوق".

وبالإضافة إلى اللوحات، تضمن المزاد متعلقات يُقال إنها كانت من ممتلكات هتلر، بينها مزهرية ومقعد من الخيزران على ذراعه الصليب المعقوف، رمز النازية.

وتحت حكم هتلر، بدأت ألمانيا النازية الحرب العالمية الثانية، واتبعت سياسة إبادة جماعية أسفرت عن مقتل نحو ستة ملايين يهودي وعشرات الملايين من المدنيين والمقاتلين الآخرين.

وييحظر القانون في ألمانيا عرض رموز للنازية علنا، إلا ما يُستخدم لأغراض تعليمية وتاريخية.

والتفت دار المزادات على القانون من خلال التلاعب بصور رموز النازية في قائمة المتعلقات المعروضة، بحيث تكون غير واضحة.

ما المشكلات التي واجهتها دار المزادات؟

صادرت الشرطة الألمانية الأسبوع الماضي عشرات الأعمال الفنية، من بينها مجموعات مخصصة للبيع.

وقال الإدعاء إن إجمالي 63 قطعة تحمل توقيع "ايه إتش" أو "ايه هتلر" صودرت في ضوء مخاوف بشأن التزوير.

وفتحت السلطات تحقيقا مع أفراد لم تحدد هويتهم "للاشتباه في تزوير وثائق والشروع في الاحتيال"، بحسب تصريح أدلت به المدعي العام أنتجي غابريل-غورسولك لوكالة فرانس برس للأنباء.

وأكدت أن دار المزادات كانت قد تعاونت وسلمت الأعمال طواعية.

ودائما ما تثير مبيعات لوحات منسوبة إلى هتلر حالات من الجدل واتهامات بالتزوير.

وفي الشهر الماضي، صادرت الشرطة الألمانية مجموعة أعمال كان من المقرر طرحها للبيع في برلين، وذلك بسبب مخاوف بشأن أصالتها.

ومن المعروف أن هتلر، الذي رفضته أكاديمية فيينا للفنون الجملية مرتين، استطاع بيع أعماله الفنية في شبابه.

وعلى مر السنين، بيعت عشرات الأعمال الفنية المنسوبة إليه، والتي اعتبرها خبراء في مجال الفن ذات نوعية رديئة.

واستطاعت دار مزادات "فايدلر" في عام 2015 بيع أكثر من 12 لوحة منسوبة لهتلر بقيمة 400 ألف يورو تقريبا.

وتشير أنباء إلى أن مقدمي عروض الشراء كانوا من ألمانيا والصين وفرنسا والبرازيل والإمارات.

كما باعت دار المزادات في عام 2014 لوحة دار بلدية ميونخ المنسوبة لهتلر والمرسومة بألوان الماء بمبلغ 130 ألف يورو.

ولايزال موضوع بيع تذكارات من النازية من القضايا المثيرة للجدل في شتى أرجاء العالم.

ويقول بعض المشترين إنهم يقدمون على الشراء لأسباب تاريخية، لكن نشطاء يحذرون من أن بعض هذه المتعلقات تشتريها جماعات يمينية متطرفة تنظُر بإجلال إلى النازية.

2019-02-11