السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ليس تطبيعا بل تبنيا للرواية الصهيونية ؟! ..... محمد النوباني.

 بداية لا بد من إعادة التدقيق في مصطلح "التطبيع" الذي دخل الى خطابنا السياسي بعد عقد اتفاقات سلام"" بين اسرائيل وبعض الاطراف العربية أو كتوصيف لتهافت بعض العرب والفلسطينيين على اجراء اتصالات او عقد لقاءات مع اسرائيليين على الصعد الثقافية والاقتصادية والسياسية والاكاديمية. والاجتماعية . .. . . فهذا المصطلح دخل لغتنا العربية من اللغات الاجنبية كترجمة لمصطلح (Normalization) اي أعادة علاقات ما بين دولتين "طبيعيتين" الى طبيعتها بعد سنوات من القطيعة والجفاء اثر حرب عسكرية او خلاف على رسم حدود برية او بحرية او ما شاكل. ولكن في مثالنا الملموس فإن اسرائيل هي كيان،مصطنع، طارئ على المنطقة وليس من نسيجها الاجتماعي او الاثني او الثقافي او الحضاري ، وتم استزراعها في فلسطين في لحظة تلاقي مصالح بين المشروعين الامبريالي و الصهيوني بمعاونة متصهينين ورجعيين ناطقين باللغة العربية للسيطرة على المنطقة وثرواتها وممراتها المائية وعرقلة اي جهد عربي للنهوض والتقدم والوحدة العربية، ومما يؤكد هذه الحقيقة ان تيودور هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية اكد منذ بداية نشاطه السياسي ان مشروعه هو مشروع استعماري وكان مستعدا لاقامة كيانه الاستعماري الاستيطاني في احدى بلدان افريقيا او امريكا اللاتينية لو وجد هناك من يتبنى مشروعه حيث تقول المصادر التاريخية ان اختياره فلسطين لاقامة "دولته اليهودية" جاء بعد نصيحه من احد اصدقائه لانها مرتبطة باسطورة ارض الميعاد وغيرها من الاساطير التوراتية التي ثبت عدم صحتها لتسهيل جمع اليهود اقليميا في فلسطين . .

وبهذا المعنى فأن اي جهد فلسطيني او عربي او اسلامي لتعويمها و شرعنة وجودها من خلال ما ذكر انفا هو تبني للفكر الصهيوني والرواية الصهيونية. وهو بالتالي تصهين اي اعتناق للاديولجيا الصهيونية وعلني لا ابالغ ان قلت بان تصويب بعض المصطلحات التي نستخدمها في خطابنا السياسي ومنها مصطلح التطبيع ليست ترفا فكريا بقدر ما هي ضرورة علمية ومعرفية لانه بدونها يستحيل تصويب السياسات

2019-02-26