السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
من قصف تل ابيب ولماذا؟! ....محمد النوباني

بصرف النظر عن الجهة التي نفذت عملية القصف الصاروخي على تل ابيب قبل منصف ليل أمس الجمعة، وهل كان ذلك القصف ناجم عن خطأ بشري أم لا ؟

فأن كونه جاء بعد قرابة ٣٠ ساعة على تهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي بن يامين نتنياهو بقصف السفن الايرانية التي تنقل شحنات النفط الايراني الى الخارج مساهمة في الحملة الامريكية الرامية الى حرمان ايران نهائيا من تصدير حتى برميل نفط قد يؤشر الى وجود علاقة بين التهديد الاسرائيلي بضرب السفن الايرانية وقصف تل ابيب بصواريخ..ايرانية .

لقد شكل هذا القصف صدمة للدوائر الامنية والعسكرية والسياسية الاسرائيلية التي لم تكن تتوقع على الاطلاق بأن يجري أستهداف تل ابيب من قطاع غزة على خلفية التوتر الحاصل بين المقاومة الفلسطينية واسرائيل بسبب رفض حكومة نتنياهو تخفيف الحصار المفروض على القطاع وكذلك العقوبات او على خافية التوتر الحاصل بين ايران واسرائيل.. فعلى ما يبدو فأن اقصى ما كان يتوقعه صناع القرار في اسرائيل هو قيام الفصائل الفلسطينية بممارسة نوع من الضغط العسكري المحدود على حكومة نتنياهو قبل الانتخابات الاسرائيلية في محاولة لأجبارها على دفع ثمن ما لشراء الهدوء.

ولكن المفاجأة ألمذهلة ان الضربة جاءت في المكان الذي يعتبره الاسرائيليون خطا احمرا يعني تجاوزه الدخول في محظورات سياسية وعسكرية لا يمكن التسامح معها لكي لا يصبح قصف تل ابيب حدثا روتينيا عاديا يمكن اللجوء اليه متى شاءت المقاومة في غزة او ايران.. ومع ذلك فأنه وعلى عكس ما توقع محللون سياسيون ووسائل أعلام تابعة لمحور التطبيع العربي مع اسرائيل فأن رد ة فعل حكومة نتنياهو على عملية قصف تل ابيب كانت اقل من المتوقع بكثير في دليل على أن اسرائيل لم تعد كلية الجبروت وعاجزة رغم كل الدعم الامريكي عن تغيير موازين القوى التي نشات في المنطقة.

ولا يغير من هذه الحقيقة ان اسرائيل شنت بعد منتصف ليل وفجر الجمعة اكثر من ١٠٠ غارة جوية على اهداف ومواقع عسكرية فلسطينية تم اخلاؤها سلفا في قطاع غزة ، فذلك القصف الذي ادى الى اصابة ٤ فلسطينيين من بينهم امرأة حامل بجراح كان بموافقة ضمنية فلسطينية لخفظ ماء وجه نتنياهو.

ومنع انزلاق الامور الى مواجهة واسعة لا احد يريدها في هذه المرحلة على الاقل على كل حال فان ما حصل يدل على ان قصف تل ابيب قد يصبح في المستقبل القريب عملا روتينيا عاديا مثل قصف مستوطنات غلاف غزة وعسقلان وبئر السبع مما يؤكد ان قوة الردع الاسرائيلية ستصبح قريبا في خبر كان.

ويبقى السؤال هو ذاته ومفاده من قصف تل ابيب ولماذا؟

واذا كانت اسرائيل عاجزة عن ردع غزة فكيف ستواجه ايران وحزب الله و سوريا والمقاومة العراقية في اي حرب قادمة؟

2019-03-15