نعم .. يُشبه موقفُ الرئيس محمد مرسي في سوريا نفسَ مواقف سالفه مبارك في العراق حتى الآن ولكن .. هل يواصل الرئيس مرسي تكرار نفس الأخطاء؟! الأزمة في الحالتين " من وجهة نظر كلا الرئيسين " هي بمثابة درجة سلم (وسبب) للعروج إلى مرتبة تليق بمصر و دور مصر في منطقة الشرق الأوسط ، والعالم. ولكن؛ التفكير بهذه الصورة ـ ومن وجهة النظر التي أنظر وأتبنى ـ لا يعدو وصفه محض \" قفزة عَجلى في الهواء\" إذ أنّ تحقيق الزعامة والمكانة لا يكون ـ أبداًهكذا ـ مجاناً، أو سهلاً يسيراً، سريعاً؛ فالقوة والمكانة والزعامة لا تكون ـ ولن تكون بحال ـ إلا حالة تتحقق ذاتياً َأولاً و قبل أن يحققها لنا الغير؛ أيّاً كان هذا الغير !! إذ أنّ القوة والزعامة والمكانة لا تكون في مناخ من العطف والحنان؛ بل مناخها المناسب إنما هو الهيبة و الإحترام . فكما حصل الرئيس السابق مبارك على إعانات ومنح وقروض مادية ميسرة؛ من أجل السير قُدُما نحو التدخل العنيف في عمق الأرض والعرض في العراق مِنْ قِبَلِ أهل المنفعة والمصلحة في إسقاط نظام؛ بل وإسقاط دولة العراق !! يتكرر الآن نفس الموقف مع الرئيس الحالي الدكتور مرسي فيما يخص الأزمة الأمنية السورية هذه المرة ونتابع كيف أن الرئيس مرسي يحصل في هذه الأيام على الدعم المادي بل والمعنوي من الدول والجهات؛ نفسها الدول والجهات ذات المصلحة في محو دولة عربية إسلامية عريقة وراقية تسمى سوريا !! فدويلة قطر التي تدعم العنف الأهلي في سوريا بالمال والسياسة والسلاح؛ و فضلاً عن الوعود باستثمارات كبيرة على مدى السنوات القادمة؛ دعمت بالتوازي نظام د. مرسي بوديعة الـ 2 مليار دولا ر الشهيرة ؛ وعلى المكشوف صرَّح "حمد قطر " في ذات جلسته مع " د. مرسي " أنّ الدولتين ‘إتفقتا على تنسيق المواقف بشأن القضايا الدولية في المحافل و المؤتمرات والتجمعات الإقليمية و الدولية !! أيّ عجبٍ نتعجّب ونحن نرى مَنْ يتحدث عن تنسيق وتوحيد مواقف دولة كبيرة عريقة كمصر، مع مواقف دويلة صغيرة و "عزبة " ناشئة كقطر !! مصر يا السادة لديها واجباتِ رعايةِ غير ، وإلتزامات لا تنتهي نحو العروبة والإسلام والإنسانية جمعاء؛ نابعة من عمق حضارتها الإنسانية، وعراقة تاريخها الإنساني المجيد؛ ومن العجب العجيب: الربط المشبوه الغريب في المواقف بين مصر وقطر، مهما كان المقابل والثمن !! ودولة آل سعود التي تناصب آل الأسد العداء وتتشابه مع حكام قطر في دعم المسلحين والمرتزقة في سوريا على حساب أمن وسلامة المواطنين المحايدين السوريين؛ سارعت إلى دعم نظام الرئيس مرسي بالمال وبكل أشكاله من استيعاب عمالة ووعود بإستثمارات، وإلخ ... !! وما كان من دعم آل سعود وحمد لنظام الرئيس مرسي؛ كان مثيله ـ وبنسب متفاوتة ـ من قِبَل فرنسا وتركيا العجيب حقاً أن الرئيس مرسي يتلقى في هذه الآونة بالتحديد الدعم السخيّّ، والوعود البراقة من تلك الدول بالتحديد ! و تلك الدول بالتحديد هي ـ نفسها ـ رؤوس الحربة في مؤامرة إسقاط نظام ودولة سوريا ؛ حتى أن تركيا ـ في خطوة تنم عن فورة حقد، ونفاد صبر ـ بادرت بالفعل في الأيام الماضية بقصف الحدود السورية ولأسباب واهية، مفبركة، ومفتعلة؛ لجر الجيش العربي السوري إلى مواجهات عسكرية يمكن أن تتطور، وتـُمهّد لتدخلات دولية أوسع؛ وصولاً إلى الهدف الأساسي الأسمى وهو: تـَدخـُّل حلف الناتو لإسقاط سوريا (النظام، و الدولة، والحضارة ، والتاريخ) !! وبعد كل هذا الدعم المادي من دول ذات مواقف مشبوهة، ونوايا مكشوفة ضد سوريا ( وضد الأمة والانسانية) لنظام الرئيس المصري المنتخب بإرادة شعبية حقيقية ـ ذلك الدعم الذي أربأ بقلمي حتى عن الخوض في تبيانه و تفاصيله ـ أقول بعد كل هذا الدعم الذي كان يواكب تصاعده تصاعدٌ موازٍ في حدة لهجة وتصريحات الرئيس مرسي ضد سوريا، ونظام سوريا ؛ أقول: بعد هذا الدعم المادي السخيّ، ونتيجة له ـ (هل يكرر الرئيس مرسي في سوريا أخطاء سالفه الرئيس مبارك في العراق ؟)
... نتابع في (ج4) من الموضوع ... محمد عزت الشريف ***