الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
اضربوا الرجال... وبيضة على رأس كل مسؤول....شوقية عروق منصور

يحاولون اقناعنا أننا نملك " السند و الظهر  " الذي يُعطي القوة والمباهاة حسب القول الشعبي، يحاولون اقناعنا ان وداعة الأطفال المرسومة على وجوههم قد تأتي بنتيجة حين يدغدغون باطن رجل " ترامب " وغيره من سلاطين هذه المرحلة .

يحاولون اقناعنا أننا نملك القوة في جعل الخطابات الممحاة التي تمحو الواقع البائس، الذي يهرول نحو الانحطاط المسلح بالتواطؤ العربي  .

بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي "  ترامب " أن مدينة القدس عاصمة إسرائيل، كانت الأنفاس الخافتة تجرف الصمت العربي، وبعد أن جرب جميع الوصفات الامريكية في اذلال المواطن العربي والعمل على الشفاء من مرض الكرامة والمطالبة بالحقوق ، أعلن " ترامب " بكل وجهه الخريفي الاعتراف الرسمي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتل .

الشعب الفلسطيني والشعوب العربية تمددت على شفرة السياسة الامريكية، ونعرف ونبصم على أن في جعبة كل رئيس ينتخبه الشعب الأمريكي، هناك في زاوية ما ينبت فيها قمح العشق الصهيوني، حيث تستيقظ الأيدي التي تسعى لتقديم الخدمات السياسية للدولة الإسرائيلية ، وتتكلل الخدمات بالمزيد من الرضى العسكري والرضى المسكون في عدم الاهتمام بمصير الشعب الفلسطيني وحقوقه الضائعة المسلوبة والمحافظة على حياته، رغم الاتفاقيات الدولية والمعاهدات التي وقعت ليلاً ، لكن في الصباح أعلن عن رميها في مكب النفايات السياسية .

هذه الأفكار وغيرها قفزت وصارت متسولة على الرصيف العربي، كيف يمكن أن يتمرجل" ترامب " بهذا الشكل الفاضح ؟ كيف يمكن أن يغلق الستائر في غرفته ويمارس العهر الصهيوني دون أن يدق احدهم الباب ويقول له " أخجل " – لا نستطيع أن نقول له ارحل – لكن نستطيع أن نقول له " اخجل "  .

لم نسمع ونقرأ عن مظاهرات عربية تكسر أقفال الصمت، كأن الجولان يتنهد خارج الخارطة العربية . قد يقول قائل كل دولة عربية لها مشاكلها وهمومها وأوجاعها وحروبها ، وكل دولة عربية تؤدي في الجامعة العربية  الشهادات القومية الكاذبة، لأن لا شيء يجمع الدولة العربية مع الأخرى ، وكل رئيس وقائد وزعيم عربي يستقبل زميله في المطار وتحت عباءته ودشداشته وبدلته الرسمية خنجراً ومدفعاً وقنبلة ومؤامرة تقلب نظام حكمه .

" قفص الذل العربي " أو ما يسمى الجامعة العربية ، صامتة وصمتها يغتال كل بريق أمل في التحرك ، لكن لماذا لا يتم تهشيم بيضة على رأس رئيس الجامعة العربية " أبو الغيط "  كي يصحو ؟؟! طوال تاريخ الجامعة العربية لم نسمع ونقرأ عن أحدهم قد قام برمي شيء أو التفوه ضد رئيس الجامعة ، كأن الجامعة العربية القضاء والقدر للشعوب العربية !!.

 لماذا لا يخرج أحد الشباب مثل الشاب الأسترالي " ويل كونولى " الذي ضرب  رأس  السيناتور الاسترالي " فرايزر أنبج " بالبيضة التي سالت على صلعته ، بعد أن صرح تصريحاته المتطرفة ضد الإسلام . حتى أصبح كسر البيضة من الصور الهامة في عالم الرفض السياسي،  

تخيلت صورة النساء الهنديات اللواتي يقمن في عيد " ضرب الرجال " بضربهم بالمكانس والعصي ، حتى أن الرجال يقومون بالاختباء منهن .

حقاً لماذا لا نستورد مثل هذا العيد " ضرب الرجال " ونضرب القادة والزعماء الذين فرضوا علينا الذل والقهر والصمت .

ليس دعوة للعنف بقدر ما هي فشة خلق بعد أن رصدت طويلاً الصمت العربي !!

2019-03-29