الخميس 3/6/1446 هـ الموافق 05/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
كي لا يتكرر سيسي جديد المهم ليس عزل البشير فقط وانما اسقاط نظامه برمته وهل سيظهر سوار ذهب جديد؟! ....محمد النوباني

 الأنباء الواردة من العاصمة السودانية الخرطوم منذ فجر اليوم افادت ان مسؤولين في النظام من ضمنهم نائب الرئيس ووزير الدفاع وقيادات في الجيش القوا القبض على الرئيس عمر البشير ووضعوه قيد الحبس المنزلي كما القوا القبض على رئيس حكومته محمد طاهر ايلا واودعوه السجن بعد ان اشتدت انتفاضة الشعب السوداني المطالبة باسقاط النظام وتسليم السلطة للشعب .

 

ثم نقلت وسائل اعلام سودانية وعربية خبرا مفاده ان قوات الجيش السوداني اعتقلت نائب الرئيس السوداني عوض بن عوف فيما ذكرت مصادر صحافية سودانية ان الرئيس عمر البشير تم اقناعه بالتنازل عن الحكم ولم يوضع قيد الاعتقال المنزلي مما جعل الغموض سيد الموقف حتى ساعة كتابة هذا المقالة. 
والى أن ينجلي الموقف عن تفاصيل ما يجري فان الامر الذي لا شك فيه ان سقوط عمر البشير هو خبر مفحرح للجماهير السودانية والعربية لان هذا الطاغية كان مسؤولا عن نكبة انفصال جنوب السودان عن شماله وهي نكبة لا يقل وقعها عن نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ وعن افقار الشعب السوداني وعن توريط جيش السودان في حرب اليمن خدمة للسعودية والامارات مما ادى الى سفك دم يمني وسوداني عزيز من اجل حفنة دولارات مضمخة بالدم والنجاة من محكمة الجنايات الدولية.
ولكن الخشية كل الخشية بان يكون ما جرى هو محاولة للالتفاف على مطالب الشعب السوداني باسقاط النظام برمته واقامة حكومة مدنية على انقاضه والاستعاضة عن ذلك بتسليم السلطة لمجلس عسكري يعلن عزل الرئيس مع ابقاء النظام نفسه ربما بدعم سعودي واماراتي.


ولكن ما يعطينا الثقة بحتمية انتصار الشعب السوداني الشقيق ان هنالك في هذا البلد حركات معارضة وطنية وقومية وشيوعية تقود الشارع المنتفض وهي لن تقبل بالالتفاف على الانسحاب من الشوارع قبل تحقيق مطلب اسقاط النظام وتسليم السلطة الى حكومة مدنية مؤقته تتولى الدعوة لانتخابات عامة ينجم عنها برلمان منتخب ورئيس منتخب.
واذا كان هنالك اية ضرورة لفترة انتقالية يقودها العسكر فان شخصية عسكرية محترمة مثل الرئيس السوداني الراحل الفريق عبد الرحمن سوار الذهب مجمع عليها من قبل الجماهير والقوى الوطنية والتقدمية السودانية احد الخيارات الممكنة ، وبدون ذلك فان مغادرة الشوارع والموافقة على تسليم الحكم للعسكر سوف يجهض ثورة الشعب السوداني ويعيد انتاح سيسي مصري جديد بنسخة سودانية 
من جهتنا نحن الفلسطينيون نتمنى للشعب السودان العظيم والطيب ولقواه الوطنية والتقدمية صاحبة التاريخ الطويل في مقارعة الديكتاتورية وحكم العسكر وتاييد النضال العادل للشعب الفلسطيني كل التوفيق والنجاح في نضالهم من اجل اسقاط الحكم الديكتاتوري وبناء سودان ديقراطي لان انتصارهم هو انتصار لفلسطين. 
ورغم ان الوضع في السودان الشقيق ومصير عمر البشير لا يزال غامضا الحقيقة التي لا تشيخ هي ان الثورة تغيير ثوري وليس اصلاح لانظمة متعفنة

Top of Form

 

2019-04-11