لقد جاءت نتيجة الانتخابات ألإسرائيلية حسب ما كان متوقعا بل قد فاقت التوقعات بفوز مريح لليكود برئاسة نتانياهو ليضمن أن يحكم لولاية خامسة وليتحول لملك السياسة الإسرائيلية.ولعل الفلسطينيون وهم ألأكثر تأثرا وتضررا بهذه النتيجة كان لديهم بعض الأمل في أن يفوز خصمه السياسىغانتس كمخرج لهم وبديل للتعامل معه.سياسة ألأمنيات والتي ما زالت قائمه لن تحقق الأهداف الفلسطينية في اصعب المراحل التي تمر بها القضية الفلسطينية. والسؤال هل ينطبق عليهم قول قوم موسى عليه السلام إذهب أنت وربك فقاتلا ها هنا نحن قاعدون.لا احد سيقاتل نيابة عن الفلسطينيين، ولا احد سيتخذ قرارات بنيابة عنهم، ولا احد سيقرر لهم ، الكل مشغول ومنهك في قضاياه الداخلية ، الدول العربية كلها منشغلة بقضاياها الداخلية ، بل هي لم تفاجأ بفوز نتانياهو الذى لم يعد غريبا على السياسة العربية ، بل ذهبت بعض الدعوات العربية لحاجة إسرائيل أن تطمأن من العملية السلمية ، والولايات المتحده وإدارة الرئيس ترامبفهى لا تفكر إلا في الفوز لرئاسة ثانية أيا كان الثمن حتى لو كان قرارات ضم جديده في الضفة الغربية، وروسيا أيضا منشغلة بقضاياها وتثبيت وجودها في المنطقة وما قصة تسليم رفات الجندى الإسرائيلي إلا رسالة واضحه على عمق العلاقات بين روسيا وإسرائيل، وأوروبا منشغلة بمستقبل الإتحادألأوروبى ، ولا تستطيع أن تذهب بعيدا في سياساتها الخارجية بدون الموقف الأمريكي.الفلسطينيون وحيدون في مواجهة تداعيات هذه الانتخابات وعودة نتانياهو للحكم لولاية خامسه.والتساؤلات كثيره : ماذا يعنى فوز نتانياهو لولاية خامسه؟ وما هي ابرز القرارات التي قد تتخذها حكومته الجديده؟ وكيف سيواجه الفلسطينيون هذه الحكومة؟ وما هي أكثر الإستراتيجياتالمتاحة ؟
لقد حققت هذه الإنتخابات ما يريده نتانياهو بان يكون أول رئيس في تاريخ إسرائيل يحكم لخمس ولايات وليتفوق على بن جوريون ، وليتحول هنا إلى ملك أكثر منه رئيسا للوزراء ،دخول مرحلة السادية السياسية والشخصانية المتفوقة على ذاتها. وأول ما سيقوم به هو صدور قرار بعدم محاكمة رئيس الوزراء طيلة فترة الحكم ، وهذا امر ممكن التحقيق في ظل حكومة يمينية مريحة. وثالثا ان تركيبة الحكومة وبمشاركة الأحزاب الدينية الحريدم يملكون ستة عشرمقعدا :شاس ثمان مقاعدويهدوتهتوراه الحزب الدائم في كل الحكومات ثمان مقاعد،إلى جانب حزب كولانو أربعة مقاعد ويسرائيل بيتنا بقيادة ليبرمان خمسة مقاعد رغم التنبؤ بعدم تجاوزه نسبة الحسم، يعنى ان تكون اكثر تشددا ويمينة بخمسة وستين مقعدا.وهو ما سيجعل نتانياهو أكثر خضوعا لها لأنه يتطلع للبقاء في الحكم دون تهديد من أي منها.، وهذا مع تراجع قوة الكتل العربية وحزب العمل الذى تحول لحزب صغير، وتراجع قوة اليسار. ليصبح الفلسطينيون بلا يسارفى إسرائيل. فالتوجه نحو مزيد من السياسات التهويدية، والإسراع في حسم موضوع الدولتين وإزاحته من أي اجندة إسرائيلية ، كل الأحزاب اليمينة لا تريد ان ترى دولة فلسطينية في قلب الضفة الغربية ، وكلها ترى في الوطن البديل في ألأردن . وما قد يضيف مزيدا من التحديات والمعيقات فلسطينيا ان هذا الفوز لنتانياهو سيزيد من طموحاته الشخصية ، وسيذهب بعيدا في القرارات التي سيتخذها بشأن الآراضى الفلسطينية والسلطة وأيضا إتجاه غزة والعلاقة مع حماس. فهو يطمح أن يقرن إسمه بأنه المؤسسلإسرائيل الكبرى ، فإذا كان بن جوريون هو المؤسس لدولة إسرائيل، فنتانياهو يريد ان يشار له بانه مؤسس إسرائيل الكبرى ، وفعلا بدأت الخطوات بضم الجولان.وتحقيقا لهذا الطموح الشخصى الذى لن بسمح للفلسطينيين في الضفة وغزة ان يقفوا في طريقه ، سيقوم بإتخاذ قرارات كثيره وسيساعده فيها حاجة ترامب للفوز بالرئاسة ثانية ، ولا ننسى قرب الحملة الرئاسية في أمريكا، من هذه القرارات ضم كل المستوطنات ، ولن يعد هناك حديث عن مستوطنات غير قانونيه، كلها ستكون قانونية ، وسيقوم بضم الضفة الغربية وخصوصا المنطقة سى التي تشكل ما يقارب الثمانين في المائة من ألآراضى المخصصة للدولة الفلسطينية اى الحديث فقطعن حكم ذاتى فلسطيني على مساحة لا تزيد عن عشرة في المائة ، وسيحسم القضية ألأمنية بضم منطقة ألأغوار كلها ويخضعها للسيادة ألإسرائيلية ، وحسم قضية القدس والتي لن يبقى منها إلا ساحة المسجد ألأقصى. ولن تكون غزة بعيده عن هذه السياسات بفرض التهدئة او الذهاب للحرب الواسعة.هذهالقرارت تحتاج لإستراتيجيات واقعية وفاعله وليست كلاميه ، تكون نتائجها ملموسه على الأرض لتكبح جموح الطموح الشخصىلنتانياهو.لا تكفى إستراتيجياتالإنتظار والمراهنة على الوقت ، وإستراتيجية ألأمنيات، الحاجة ماسة وضرورية وترتبط بالبقاء الفلسطيني أكثر من بقاء نتانياهو في الحكم من عدمه لوضع إستراتيجية لها أهداف واقعية وتقلل من حجم الخسائر, فاولا الخيار العسكرى واقصد المقاومة المسلحة مستبعد، والمقاومة السلمية على أهميتها لها محاذير وتخوفات, الإستراتيجيات كثيره تفعيل الإستراتيجية الإقليمية قدر الإمكان بتفعيل الدور العربى ، وتفعيل إستراتيجية المسؤولية والقانون الدولى والشرعية الدولية ، وهذه كلها إستراتيجيات مألوفة ، لكن الحاجة لإستراتيجية تنفذ لداخل إسرائيل وتجعل نتانياهو يفكر أكثر من مرة ، وهى إستراتيجية تكرار نموذج عرب إسرائيل، إستراتنيجية توسيع الحقوق، وأسميها الإستراتيجية المقلوبة ، بمعنى كيف نقلب ما تقوم به إسرائيل على داخلها هذه الإستراتيجية هي ألأهم وألأكثر تأثيرا. ولكنها تحتاج لمزيد من الدراسة والتفاصيل.وللحديث صلة
دكتور ناجى شراب