كانت غدير كمال مريح أول صحفية درزية تعمل مقدمة الأخبار في القناة الأولى الإسرائيلية عام 2017. واليوم تصبح غدير أول نائبة درزية في الكنيست الإسرائيلي بعد أن كانت إعلامية لمدة عامين.
نبذة
عُرف المجتمع الدرزي بميله الى المحافظة على القيم والأعراف التي نشأت عليها الطائفة الدرزية، إذ يولي أهمية كبيرة لدور المرأة في تربية وتأهيل الأبناء، أما أن تخرج عن هذا الدور المألوف وتتقلد مناصب رفيعة، فهذا ليس بالأمر الشائع كثيرا في أوساط هذه الأقلية.
ولدت الشابة غدير البالغة من العمر 35 عاماً في بلدة دالية الكرمل في حيفا. حصلت على البكالوريوس في العلوم الاجتماعية وماجستير في العلوم السياسية، وهي متزوجة وأم لولدين.
وبدأت مشوارها الإعلامي عام 2011 في قناة 33 الإسرائيلية ثم عملت مقدمة أخبار عام 2017.
وقالت في إحدى مقابلاتها: "حصلت على اللقب الأول في علم الاجتماع وتصوير الأشعّة، وعلى اللقب الثاني في العلاقات الدوليّة، تخصّص مفاوضات واتخاذ قرارات في الحلبة الدوليّة، والتحقت بدورات في الإعلام بالقناة الثانية الإسرائيلية، وكنت متفوقة في جميع المجالات التي خضتها، وكان آخر عمل لي هو مقدمة أخبار في قناة مكان".
وقال وقتها يورام كوهين مدير قسم الأخبار: "غدير مقدمة ممتازة، وتستحق النجاح والمكان الذي وصلت إليه ضمن طاقم مقدمي نشرة الاخبار المركزية باللغة العبرية ".
وأضاف: "أعلم أن غدير كامل بتوليها هذه الوظيفة، تكون قد اقتحمت "حاجز الزجاج" الذي منع أي فتاة غير يهودية حتى الآن من تقديم نشرة أخبار مركزية باللغة العبرية".
أول درزية في الكنيست
خاضت غدير كمال انتخابات الكنيست التي جرت في أبريل/نيسان الحالي عن حزب (أزرق أبيض) بزعامة بيني غانتس المعارض لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكان الحزب يأمل بإلحاق الهزيمة بحزب الليكود الحاكم لكنه حصد عددا مساويا لعدد مقاعد الأخير.
وعندما قررت غدير دخول معترك الحياة السياسية، تم اختبارها من جميع النواحي مدة شهر حتى قرر بيني غانتس، زعيم الحزب اختيارها.
ونفت الإشاعات التي راجت عن دعم عشرات السياسيين والمحاميين لها وتوسلهم قبولها تلك المهمة.
وقالت إنها اختُبرت من جميع النواحي وبكل دقة من قبل رئيس الحزب، الذي سألها حتى عن البروفيسور أو المدرس الذي درّسها وأن جميع الألقاب والشهادات التي حصلت عليها كانت حصيلة جهد ونجاح ذاتي.
وأضافت: "يريدون في هذا الحزب كل شيء نظيفاً وسياسة جديدة، لقد سئموا من الزعامات والأكاذيب والتزييف".
تقدم الكثيرون من الدروز بسيرهم الذاتية للحزب، لكن غانتس قال صراحة أنه يبحث عن امرأة درزية، وكانت غدير هي الأنسب من حيث الخبرة والمؤهلات على حد قولها.
مشروعها
ومن أهم بنود برنامجها الانتخابي تحقيق المساواة بين الجنسين على جميع الأصعدة لتمكين المرأة في كافة المجالات الحياتية وشعارها "إن المساواة خطاً أحمراً" .
إلى جانب ذلك، وعدت غدير بالسعي لتعديل "قانون قومية الدولة" والوصول إلى صيغة معقولة وواقعية لضمان المساواة بين جميع المواطنين.
وكانت قد قالت قبل إعلان نتائج الانتخابات: "إن حزب أزرق أبيض هو الوحيد الذي سيبحث ويفتح هذه المسألة فيما لو نجح بيني غانتس بالانتخابات". أما حزب الليكود فلا يرغب بإدخال أي تعديل على قانون قومية الدولة ويراه مناسباً جداً وأغلق هذا الملف.
وقالت غدير: "أنا ممثّلة عن الطائفة المعروفيّة (الدرزية) أولاً، لكنني عربية وبهذا سأمثل جميع الأقليّات في دولة إسرائيل".
كانت في البداية قلقة من تقبل مجتمعها فكرة خوضها المعترك السياسي، لكن شجعها وأثنى على خطوتها رجال الدين والنساء والشباب الأمر الذي جعلها "تشعر بالفخر والمسؤولية تجاههم".
المصدر :بي بي سي