الجمعة 14/10/1444 هـ الموافق 05/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حقيبة..../ بقلم فراس جابر

 حملت حقيبة بنيةوامتشقت ثلاث أيادٍ صغيرات، صعدت بهم تلة توجت بسوق عظيم، فيه جميل الملبس والمأكل، ألفت عيناها كل زوايا عرض

علها تجد ضالتها، كساءُ جديد!!
صغيرُ يريد حذاءً أحمر، وأخر صورة على قميص، وصغيرة تعشق البنفسج، وهي تنظر فوق الرفوف، وتتلمس ما في حقيبتها، تفاوض هذا وتهادن ذاك، وتقاتل رجلاً بطنه منتفخ، وقد صرخ نعساً هذه ليست بنقود. وهي تتحسس ما بداخل حقيبتها وتنسحب، قد علمتها معاركة الحياة وقت الانسحاب.
تمر على طفل تدلى بين يدي والديه، عربته حبلى بالأكياس، تسرع وأيادٍ ثلاث معها، كبيرهم يقرأ بصوت عالٍ، جدارية فيها كل الألوان

"العدل أساس الحكم"، يلتفت لأمه متسائلاً، ما معنى العدل؟
جذبته من يده، فهي لم تعد تقرأ، سوى الأرقام المتدلية من الأقمشة
وشفاه التجار والباعة، ملت الأيادي الألوان المبهرجة، الأبواب الملونة ونبرات الأم المتبرمة، تريد ترك يدها والتمسك بحمولتها الجديدة
بعد سويعات وتعب، والأم تتفقد حقيبتها البنيةالتي تحضن بذكاء كنزها،

تبتاع من بائع جائل قمصان زرق ثلاثة، وبناطيل ثلاث رمادية، لا أحمر فيها ولا بنفسج، تفتح حقيبة سرها، وتمتد يدها بعد أن تركت
الأيادي الثلاث، وتعطي كنزها لشاب نحيل، فقد صوته بمناداة الزحام،

تعتصر كرسيها بعد أن وضعت ثلاثتهم في حجرها، بعد نقاش مستميت مع سائق الحافلة، ولكنه بعد سنوات طوال مل الجدال، فتركها، وصلت إلى البيت ومعها كيس وحقيبةوثلاث أيادِ صغار تعبة.
في صبيحة اليوم التالي جاءت البشارة، لبسوا الرمادي والأزرق، وأحذية المدرسة التي فرحوا بها قبل شهور، لا أحمر فيها ولا بنفسج
ولا رسمة صورة، وانتظروا زائرهم العزيز، ها قد جاء....
العيد!!!

2012-10-21