الإثنين 3/4/1446 هـ الموافق 07/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رغم كل الملاحظات مع الاخوان المسلمين وتركيا ضد ترامب ومن والاه!!...محمد النوباني

اعرف بأن انخراط حركة الاخوان المسلمين العالمية في الحرب الكونية التي شنت على الدولة السورية واشتراك فرعها السوري ،الى جانب العصابات الارهابية المسلحة،في العمليات الحربية التي جرت اثناءها ضد الجيش العربي السوري مضافا. اليهما الخطا الاستراتيجي الفادح الذي اركبته قيادة فرعها الفلسطيني/ حركة حماس/ في الخارج بمغادرة سوريا التي احتضنتها واستقبلتها بعد ان سدت كل العواصم العربية في وجهها وتاييدها لما سمي زورا وبهتانا بالثورة السورية، في عملية نكران جميل مخجلة، هي مواقف يستحيل الدفاع عنها او تبريرها
ومع ذلك فان الحقيقة التي لا يستطيع احد تجاهلها ان هذه الحركة بعجرها وبجرها كما يقال باللهجة الدارجة  الفلسطينية اي بايجابياتها وسلبياتها هي تيار سياسي منظم واسع وعريض وله قاعدة جماهيرية لا يستهان بها ولها امتدادات اقليمية ودولية لا يستهان بها كما ان حركة المقاومة الاسلامية "حماس" المحسوبة عليها لها جناح عسكري قوي يشكل العمود اافقري للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي تمكنت من تحقيق توازن رعب وردع مع الالة العسكرية الاسرائيلية، وبالتالي فان اعتبارها بجرة قلم جزء من معسكر واعتماد الحلول الامنية الاقصائية معهم بدل ااحوار الهادئ البناء كما يجري اليوم في مصر هو موقف خاطئ ومدان ولا يخدم سوى امريكا واسرائيل والمحور السعودي الاماراتي المصري..
وبالانتقال من المجرد الى الملموس فان ما اعلن في واشنطن قبل يومين من ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في واشنطن مؤخرا واجرى معه مباحثات مطولة،يفكر جديا سيوقع قريبا على مرسوم يعتبر فيه التنظيم العالمي لحركة الاخوان المسلمين منظمة ارهابية يعتبر بمثابة انحياز امريكي رسمي للمحور السعودي الاماراتي المصري المعادي للاخوان المسلمين ضد تركيا المتحالفة مع الإخوان المسلمين والتي بات الإماراتيون والسعوديين يرون بان خطرها عليهم اشد من الخطر الايراني المزعوم 
وقد أشار إلى هذه المسألة السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله في لقاء العام الذي أجراه مع رئيس مجلس ادارة قناة الميادين على ما اعتقد في وقت سابق من هذا العام حينما أكد استنادا الى معلومات ان السعودية والإمارات تعتبران تركيا اكثر خطورة من ايران على مصالحهما في المنطقة..
من هذا المنطلق فان ما اعلنه امس وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عن رفض بلاده المطلق لما سيقدم عليه الرئيس الامريكي دونالد ترامب من تصنيف لحركة الاخوان المسلمين منظمة ارهابية هو موقف مسؤول ومبدعي وينم عن حصافة وبعد نظر.
بمعنى اخر فهو رسالة للاخوان المسلمين بان رسالة الثورة الإيرانية التي صاغها الإمام الخميني رحمه الله لا زالت كما هي رسالة وحدة وتضامن بصرف النظر عن المذهب ورسالة الى تركيا بان ايران هي معها والى جانبها ضد سياسة واشنطن الاجرامية والى ادارة ترامب الارهابية بان امريكا هي زعيمة الارهاب العالمي وهي التي تدعم دولة الارهاب الاسرائيلية وكل قوى الارهاب في المنطقة والعالم وبالتالي فهي غير مؤهلة لا اخلاقيا ولا سياسيا لإدانة الآخرين بهذه التهمة

وتجدر الاشارة هنا الى مسألة في غاية الاهمية وهي ان حركة الاخوان المسلمين تشارك في الحكم في بلد عربي مثل تونس ولها تواجد سياسي شرعي في بلدان أخرى مثل الأردن وبالتالي فان تصنيفها ارهابية سوف يهدد الامن والاستقرار في هذه البلدان وقد يؤدي الى حالة فوضى عارمة
بقي القول ان ما كتبته من راي في هذه المقالة لا يتناقض مع موقفي الرافض للاحتلال التركي لأجزاء عزيزة من سوريا العزيزة ولكنه ينطلق من فهمي لما قاله امام وملهم الثورة الجزائرية عالم الاسلام الجليل محمد بن باديس" لو ان فرنسا طلبت مني ان اقول لا اله الا الله محمد رسول الله لما قلتها ابدا"وهذا يعني انني أرفض ان يتماثل موقفي مع موقف ترامب ومن والاه ازاء الاخوان المسلمون مهما كانت ملاحظاتي عليهم. 

 

2019-05-03