الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
'عشرةُ وجوهٍ لأناي'.....أفنان عرب

خمس نساء أو سبع أو ربما عشر، كلُّ النساء فيَّ متعبة!

ترفض إحداهن أن تكبر، تلعبُ مع الأخريات" بيت بيوت" وتختبئ في إحدى حجرات قلبي حتى لا تضطر لمجاراتهن وتكبر مثلهن، منذ أيام سمعتها تبكي الوحدة.

 امرأةٌ أخرى تتخذ من شرايين الحياة فيّ عكازاً يسندها، تمتصُّ الدماء فيها حتى تقوى على السير، منذ أيام ايضاً خدشت إحدى شرايني بأسنانها، وغرقتُ بدمائي.

في زاوية عقلي امرأةٌ تخاف، تحيطها أوهامٌ وقلق، ما إن تدخل فكرة جديدة، سرعان ما تبدأ بالصراخ والعويل وترمي بنفسها على أكتاف الفكرة حتى تتلاشى الفكرة ويفوز الخوف.

امرأةٌ تمتلك حضناً يتسع لكل الغياب والتشتت والتهشم والانكسار، امرأةٌ تلملم رفات من تحب وتنفث فيه من روحها فيقوى على الحياة، وعندما ترتعشِ أطرافها تتلاشى كل الأيادي.

امرأةٌ أخرى مجنونة، تقبل على الحياة باسطةً كلتا ذراعيها، تغوص في التيه وتضحك من فرط الضياع، تبكي ضحكاً عندما تفشل، عاد إليها عقلها في لحظة طيش.

أنثى وديعة، تهتم برسم حدود " الآيلاينر " بطريقة متناسقة، تختار طلاء أظافرٍ يكسر حدة الرتابة فيها، ترى في الرقص ميلادًا جديداً لروحها التعبة، تحول البؤس في قلبها إلى كحلٍ سائل يلطخ عينيها، تكسرت أظافرها وهي تحاول الإمساك بخيط الأمل، وتوقفت عن الرقص منذ أصبحت الموسيقى قنابل وانفجارات، بكاء أيتامٍ ونواح ثكلى.

امرأةٌ وحيدةٌ مخذولة، تلجأ للسطور الفارغة تبني فيها حرفاً وقصيدة، امرأةٌ يلجم فمها الحب وتطفئها الخيبات، ثلاثٌ وعشرون نكبة، ولَم تحظَ بالحياة بعد.

امرأةٌ سابعة وثامنة تجيدان جذب المآسي، تلتقطانها قبل أن تمر، وتخبئانها في جيبي لأمسكها كلما أردت إخراج هويتي.

امرأة تاسعة تغزل قميصاً لحبيبي، نفدت خيوطها وحبيبي لم يأتِ.

وفوقهم جميعاً امرأة عاشرة، تدقُ لهم جرساً فيتهافتن إليها، يتنفسن الصعداء وينادين باسمي: ***

2019-05-15