الإثنين 3/4/1446 هـ الموافق 07/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الفلسطينيون ومؤتمر المنامة ...د.ناجي صادرق شراب

الفلسطينيون حائرون مترددون قلقون خائفون حذرون ما بين الحضور وعدم الحضور,رغما لإعلان الرسمي المسبق من منظمة التحرير الفلسطينية ،وبإعتبارها المرجعية العليا للقرار السياسى الفلسطيني بعدم الحضور، وعدم السماح لأى شخصية فلسطينية بالحضور أيضا.

هذا الموقف ينسجم مع الموقف الرسمي العام ليس برفض الصفقة التي لم تعلن حتى الآن، ولكن برفض كل القرارات ألأمريكية بشأن القدس وغلق مكتب منظمة التحريروقطع كل المساعدات ألأمريكية عن السلطة ووكالة الغوث. فليس منطقيا ولا مبررا أن يعلن الفلسطينيون وهم يعاقبون من قبل الإدارة ألأمريكية  موافقتهم القاطعة ويهرولوا بسرعة.فذهابهم المباشر يعنى الذهاب من موقف ضعف، وتراجع عن كل المواقف السابقة ، بل التأكيد أنهم كانوا على خطأ . هذا الموقفالعام ، لكن وقد بدأت صفقة القرن في التنفيذ الفعلى ، فلا بد من موقف وإستراتيجية واضحه، ودراسة كل المعطيات السياسية والتداعيات التي يمكن ان تترتب على عدم الحضور،فالسياسة والتحولات التي تشهدها المنطقة لا تعمل لصالحنا وفى حاجة ان نوقفها.، الرفض المطلق بعدم الحضور في رأى ليس صحيحا، والحضور المباشر أيضا ليس صائبا، ويتناقض مع كل القرارات السابقة برفض التعامل مع الإدارة ألأمريكية إلى أن تتراجع عن مواقفها وقراراتها، وهذا أيضا طلب مستبعد أن تستجيب له الإدارة ألأمريكية. ولمواجهة هذا المؤتمر يقوم الرئيس محمود عباس بجولات عربيه متعدده للتنسيق وإتخاذ موقف مشترك. والسؤال هنا ما هو الجديد في هذا المؤتمر؟ الملاحظة ألأولى التنفيذ الفعلى للشق الإقتصادى ، مع الإعلان عن تأجيل الشق السياسى بما يحمله التأجيل من خلافات وضغط عربى بعدم القبول ومن ثم الفشل التام للصفقة ، وأعتقد هذا يتوافق مع الموقف الفلسطيني العام،ان التأجيل جاء إستجابة للرفض والموقف المتشدد الفلسطيني ، والملاحظة الثانية عقد الورشة في عاصمة عربية وهوما يعتبر تحولا هاما وبداية للتنفيذ على المستوى ألإقليمى للصفقة ، والملاحظة الثالثة حضور بعض الدول العربية ولا يمكن تجاهل هذا الحضور وتداعياته. والملاحظة الرابعة آليات تنفيذ المساعدات الإقتصاديه هل هي عبر الأمم المتحده او السلطة أو عبر الجامعة العربية. والملاحظة الخامسة هذا ألأموال التي ستخصص معظمها سيكون مصدره الدول العربية والتي كان بإمكانها تقديمها بشكل مباشر. والملاحظة السادسة لماذا يحرم الشعب الفلسطيني من هذه المساعدات، وهو يعانى من الحصار وألإحتلال، او اليس في هذه المساعدات دعم للموقف الفلسطيني وصمود الشعب الفلسطيني .والملاحظة السابعة لماذا لا يتم الإعلان الرسمي عن الموقف السياسى الفلسطيني حتى في قلب المؤتمر. السؤال هنا ما هي المخارج الفلسطينية للتعامل مع هذا المؤتمر. أرى الإبتعاد أولا عن إستراتيجية الرفض المطلق والتي ثبت عدم فعاليتها طوال مرحلة النضال والثورة الفلسطينية ، في حال القضية الفلسطينية بمكوناتها الإقليمية والدولية ليست سياسة الرفض مجديه , وسياسة عدم الرفض لا تعنى سياسىا القبول الكامل، لكن هنا يمكن الإعلان عن موقف إيجابى وبشروط تحدد الموقف السياسى الثابت من تبنى خيار السلام والمفاوضات وتحديد الحد ألأدنى للمطالب الفلسطينية المتمثل في الدولة الفلسطينية ، وهنا لماذا لا تتم المساعدات عبر آلية الدولة الفلسطينية. والمطالبة ببيان أمريكى يحدد الموقف العام من الدولة الفلسطينية. والحل الثانى الحضور بمستوى وفد وطنى واحد تحت إطار منظمة التحرير، والحل الثالث كحفظ ماء الوجه من خلال تفويض الجامعة العربية وأمينها العام او من خلال وفد عربى مشترك او اللجنة العربية الرباعية. هذه الحلول يمكن مناقشتها والخروج بصيغة وطنيه للحضور، وهذا ما أريد ان أصل إليه الصيغة الوطنية وليس الحضور الشخصى والفرادى. والمؤتمر سيعقد حضر الفلسطينيون ام لم يحضروا.الحضور المشروط يرفع العبء عن الفلسطينيين ، ويرمى الكرة بالملعب العربىوألأمريكى ، نريد أن نحضر ولكن؟ أو تبنى إستراتيجية أحضر وانسحب ، ووصل رسالتك والتزامك بالسلام. هذه تصورات شخصية قد تكون صائبه او غيرمقبوله لكن يمكن أن نبلورمنها موقفا وطنيا موحدا.

دكتور ناجى صادق شراب

[email protected]

 

 

2019-05-25