الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
على الطاير: 'ابتسم اجتك حكومة '....جميل حامد

كان جزء من المخاتير يمارسون مهنة المخترة مقابل الرشوة سواء لاعادة تلميذ فُصل من صفه او لاعادة زوجة هربت من زوجها او حردت أو لسير الناس في الشوارع ليلا او حتى تشغيل الراديو عند من كان يملكه بمعنى كان الشعب حينها مفصول عن حقوقه البسيطة بفعل الاحتلال.


هذه لسيت مقارنة طبعا لكنه ربط الحاضر بالماضي وقياس لحالة الوعي الجماهيري والشعبي ما بين الامس واليوم ولحالة فهم ووعي وادراك الناس لحقوقهم وكيفية انتزاعها والمحافظة عليها .
بعد مرور كل هذه السنين التي تكاد لا تكون بعيدة والتي لا نتذكر منها سوى ما فقدناهم من احبة رحمهم الله اصبحنا بالحاضر نكرس قصة التلميذ المفصول من صفه بشكل اكثر تطورا وباشكال مختلفة.ومنها الشعب المفصول عن قضيته وحقوقه .

وما قضية الاستهتار بمشاعر وعقول الناس في الوقت الحاضر الا تعبير اوضح لما كنا نطلق عليه بالزمن الجميل واطلقنا عليه حاضرا" موكب الحمد لله الجميل " .

بغض النظر ان كانت رواتب الوزراء، وفقا لقانون مكافآت ورواتب أعضاء المجلس التشريعي وأعضاء الحكومة والمحافظين رقم (11) المقر سنة 2004 كافية وتتناسب مع احتياجات المنصب ام لا الا ان معالجتها والبحث فيها يجب ان يكون شفافا وواضحا وامام الناس حتى لا يتم تجريمها ، هذا من جهة ،ومن الجهة الاخرى يجب الاخذ بعين الاعتبار الظروف واحوال الناس الاقتصادية في البلاد باختيار التوقيت الذي يمنح مثل هذه القرارات النزاهة والشرعية .

منا من يزعل ويوخذ على خاطره على قضية رفع رواتب الوزراء لانها لا تشمله ومنا من يغضب للحالة التي وصلت اليها الثقة بالمسؤولين وبالمستقبل ومنا لا يعنيه كونه لا يرتبط بالرمزية الوحيدة للسلطة والتي تتمثل بالراتب ومنا من يسأل لو خرجت الحكومة واعلنت عن رفع رواتب الموظفين العموميين باي نسبة هل ستواجه هذه الحكومة ومن سبقتها مرورا ب 15 حكومة ولا يقل عن 500 وزير هذا السيل من الاحتجاج الفيسبوكي ام ستخمد النيران الفيسبوكية بصمت ؟

من جهتي اقول من يتنازل اول مرة يعتاد االتنازل على الدوام،ومن يتحمل الصعب اول مرة يدمن المستحيل ايضا فعندما شق الاحتلال طريق وادي النار وعزلت القدس عن الضفة الغربية وغزة ومنعت المواطنين من الدخول الى القدس الا بتصريح من جيش الاحتلال وادارته المدنية اصبح المنع الاحتلالي والتصريح الاحتلالي عقيدة ولم يقف مسؤول فلسطيني يطالب الشعب بالعصيان في وجه الاحتلال .
ختاما اقول من الواضح اننا تركنا قضايانا الوطنية الكبيرة واصبحنا نتمترس وراء شاشات الكمبيوتر والبلفون نلوك ونلهو بالهم اليومي واصبح المسؤول معتاد على ان في الغد قضية جديدة ستمسح ما قبلها من قضايا حتى وان كانت تعبر عن الخراب والالم والفساد الذي يلتسع به المواطن وان ما بعد الغد عيد "وكل عام وانتم بخير".

2019-06-01