الجمعة 14/10/1444 هـ الموافق 05/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عقدة الماضي .... الكاتب : بسام زكارنه


ان الظروف التي مر بها الشعب الفلسطيني صعبة ، تجاوزها اكثر من مرة بكل شموخ ، ودائما كانت الطليعة مجموعة من الأفراد لديهم التصميم والإرادة ، تاخذ المبادرة دون اي احباط من الماضي بل تستخدمه من خلال تجاوز الأخطاء السابقة لتنقلنا من واقع مرير الى واقع افضل فيه تحدي وصمود يقوده ثوار حقيقيون يشهد لهم العالم ، وتجاربهم تدرس في ادبيات الثورات في العالم.
هل من الممكن ان يتقدم سائق باص وهو ينظر للخلف ؟؟ بالتأكيد لا ...هذا اذا لم يتسبب في انحراف الباص وموت ركابه.
نحن عانينا خلال ١٣ عام كشعب فلسطيني من سياسة حكومتين المفروض انهم أتوا لإنقاذ الوضع الكارثي بعد الانقسام في عام ٢٠٠٧ حينما اخترنا حكومة تكنوقراط المفروض انها مهنية ومحايدة ، وما حدث للاسف تدمير للوضع الاقتصادي والاجتماعي وانهيار الوضع الصحي وتدمير التعليم من خلال ضرب عمودها الاساسي المعلم الفلسطيني والمس بحقوقه وكرامته وقطع الرواتب لموظفي قطاع غزة دون مبرر وضرب للحريات وانتشار الفساد وتعطيل القضاء وشل الاعلام وقتل المبادرة وتغييب اي دور رقابي، فظهر لنا جليا انها لا مهنية ولا محايدة ، شوهت صورة فلسطين لدى العالم وأصبح لنا ملفات من التجاوزات  لدى مؤسسات حقوق الانسان .
الحكومتين تركا إرثاً صعبا من القروض والبطالة والفقر ، والأصعب ما قامت به الحكومة السابقة من قمع للحريات والاعتقالات والتقاعد المبكر والفصل التعسفي وقانون الجرائم الالكترونية الذي سبب رعباً طال كل شرائح المجتمع ، حتى وصل الاعتقال على من وضع لايك او ملاحظة في الفيس بوك او حتى التقاط صورة لرئيس الوزراء او انتقد وزير او مسؤول او حرر مخالفة له.
حالة من الرعب والإحباط لدى الشارع وخاصة عندما شاهدنا الالاف المؤلفة من الموظفين والمعلمين والعمال والأطباء والمهندسين والاسرى يقفوا امام مجلس الوزراء دون خروج اي مسؤول لهم لسماعهم بل واتهامهم بأبشع التهم وصلت حد التخوين وأنهم ابناء قريات اربع ، واعتقالهم ومعاقبتهم بأقسى العقوبات دون قانون او محاكمات او لجان تحقيق، المعلم الذي فصل لم يتم إحالته لاي لجان للتحقيق ، وترك يصارع الحياة بلا راتب ومنهم من هاجر وترك الوطن عندما سمحت له الفرصة ، حاولوا فرض قانون الدمار الاجتماعي بلا ضمان .
الان أتت حكومة تختلف عن سابقاتها ب ١٨٠ درجة من حيث احترام الحريات واحترام الشعب وآراءه ، حكومة حددت اول أهدافها استعادة ثقة الشارع وتجاوز كل الممارسات السابقة وتحدي إجراءات الاحتلال واعادت المصطلحات الوطنية كموجه لها ، اصطدمت بإرث ثقيل جدا وحصار مالي ( سياسي ) من امريكا والاحتلال وبعض العرب ونجزم انها سوف تتغلب عليها بأسرع وقت وتتجاوز كل السلبيات خلال مدة قصيرة ، بدأت من الشعب والى الشعب وتسير بين أفراده تسمع منهم وتطبق ما يقولون، ستعطي دورا للقضاء بشكل مستقل وكامل ومهني يواجه اي تجاوز او ظلم على المواطن ، ستعود النقابات والحريات ، انتم عليكم اختيار ممثليكم ممن يحملوا مطالبكم وحقوقكم .
عقدة الماضي كما قلنا يجب تجاوزها ، لا تلفتوا لها فقد تسلم المقود للباص ثوار واحرار ، سائق مجرب ينظر للأمام لكي يتجاوز المطبات والحفر العميقة ، معه تنظيم عملاق يلتف حوله ، على الركاب الإيمان المطلق ان باص الدولة انطلق من جديد ، وعليهم ان يشاركوا في توجيه السائق ودعمه وانتقاد سرعته ونوعية الفرش والأجرة وحتى لباسه ، الان لم يعد هناك عقوبات بلا قانون لم يعد عقوبات على ارائكم ، بل أصبحت الشراكة في القيادة لكل مواطن ، عودوا لمواقعكم ، لنقاباتكم لاتحاداتكم ومارسوا رقابتكم الشعبية فانها محل ترحيب وكما قلنا لمن رحلوا هذا الوقت سيمضي ، نقول للشعب لقد ذهب الظلم والقهر انهضوا وشاركوا في حمل الامانه ، فإذا لم تستغلوها .. نقول لكم مرة اخرى ان هذه الفرصة وهذا الوقت سيمضي ..... نحن لن نكون معها ظالمة او مظلومة بل معها بالحق والقانون وسنقف مع المظلومين في كل الاوقات نحن ثابتون مع كرامة الموظف والمعلم والعامل ومع الشعب ومصالحه.

2019-06-09