الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المطران حنا: يحق لنا ان نتسائل اين هم العرب مما يحدث حاليا في القدس من استهداف لمقدساتنا واوقافنا

ابتدأت في المدينة المقدسة منذ يوم امس مهرجانات الانوار في محيط البلدة القديمة من القدس والتي تقيمها سلطات الاحتلال متخذة شعارات ثقافية فنية ولكن هذه الفعاليات في واقعها انما هدفها هو تشويه طابع مدينة القدس وتغيير ملامحها والنيل من مكانتها الروحية المتميزة التي تنفرد بها ، وتستمر هذه الفعاليات مدة اسبوع ونحن نلحظ في السنوات الاخيرة الكثير من الفعاليات التي تقيمها السلطات الاحتلالية والتي تحمل الطابع الثقافي والفني ولكنها في الواقع نشاطات في غاية الخطورة هدفها العمل وبوسائل متعددة ومختلفة على تبديل وتغيير ملامح وطابع مدينتنا المقدسة .

لقد تحولت مدينة القدس يوم امس وستبقى خلال هذا الاسبوع ساحة مفتوحة للرقص والموسيقى وغيرها من الفعاليات التي تحمل عناوين ثقافية وفنية فضفاضة ولكنها تندرج في اطار السياسات الاحتلالية التي هدفها بسط السيطرة والهيمنة على مدينة القدس والنيل من طابعها وخصوصيتها وفرادتها .

القدس في خطر شديد وبعض العرب يجتمعون هنا وهناك من اجل التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بدلا من ان يهبوا لنصرة القدس ومؤازرتها والتضامن معها والدفاع عن مقدساتها واوقافها المستهدفة والمستباحة .

يحق لنا ان نتسائل هل اصبح بعض العرب جزءا من المشروع الاستعماري الاحتلالي في مدينة القدس؟! وهل اصبحوا جزءا من المؤامرة التي تتعرض لها مدينتنا المقدسة فالقدس تطمس معالمها وتسرق اوقافها ومقدساتها في وضح النهار وكأن شيء لم يحدث عند بعض العرب .

نقول ومن قلب مدينة القدس بأن مدينتنا وشعبنا قد سئموا بيانات الشجب والاستنكار التي نسمعها من بعض الاطراف العربية وهؤلاء ذاتهم شاركوا في مؤتمر البحرين الذي يندرج في اطار تصفية القضية الفلسطينية .

يقولون عبر ابواقهم الاعلامية بأننا معكم ومع القدس ومع الاقصى والمقدسات والاوقاف الاسلامية والمسيحية ولكنهم في الخفاء هم جزء من المؤامرة التي تستهدف مدينتنا وتسعى لطمس معالمها وتزوير تاريخها وسرقة اوقافها .

نقول لبعض العرب بأنكم اذا ما كنتم لستم راغبين بمساعدتنا ومساعدة شعبنا والدفاع عن القدس ومقدساتها واوقافها فالافضل لكم ان تبقوا صامتين والا تحركوا ساكنا والا تكونوا ادوات مستعملة ومستخدمة من اجل تمرير السياسات الاحتلالية في قدسنا الحبيبة وفي ارضنا المقدسة .

ان مدينة القدس تمر بنكبة جديدة فالقدس التي كنتم تعرفونها قبل 50 عاما ليست هي الموجودة اليوم فكل شيء تبدل في القدس والبؤر الاستيطانية منتشرة في كل مكان والمستوطنين يجولون ويصولون في باحات الاقصى وفي البلدة القديمة من القدس ، اما اوقافنا المسيحية فتسرق منا ويتم استهدافها من قبل المستوطنين وكان اخر استهداف هو ما يحدث في باب الخليل من مؤامرة هادفة لتصفية اوقافنا الارثوذكسية وهذا يندرج في اطار التآمر على مدينة القدس بشكل عام وعلى حضورنا المسيحي بشكل خاص.

اين انتم ايها العرب مما يحدث في القدس ولماذا تذهب ملياراتكم من اجل تمرير الصفقات والمشاريع المعادية لشعبنا ولامتنا في حين ان الثروات العربية كان من المتفرض ان تستعمل من اجل الرقي والتطور ومعالجة الافات الاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي وكذلك من اجل دعم صمود شعبنا الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس .نقول ومعنا شعبنا الفلسطيني بأن " للبيت رب يحميه " وللقدس رب يحميها ولكن هنالك ايضا شعب ابي صامد منتصب القامة يدافع عن القدس ومقدساتها واوقافها ويدافع عن القضية الفلسطينية المستهدفة والمستباحة من قبل الاعداء البعيدين والقريبين .

القدس تمر بمأساة حقيقية وتزداد هذه المأساة مع واقعنا العربي المترهل ومع الانحياز الامريكي والغربي للاحتلال ولكن الفلسطينيين قالوا كلمتهم بأن " لا يحك جلدك الا ظفرك" ومعنا الاحرار من ابناء امتنا العربية الذين خرجوا في كل الساحات تنديدا بصفقة القرن وبمؤتمر البحرين التآمري .

حفظ الله قدسنا ومقدساتنا من اعدائنا المنظورين والغير المنظورين والمعروفين والغير المعروفين والمخفي اعظم .

وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس هذه صباح اليوم لدى استقباله وفدا من اساتذة المدارس الثانوية في القدس.

2019-06-27