أثار رحيل الفنان المصري، عزت أبو عوف، حزنا عميقا على مواقع التواصل الاجتماعي بين محبيه، وأصدقائه، والمجتمع الفني المصري بشكل عام.
تمتع أبو عوف بشعبية طاغية في الوسط الفني، اكتسبها عبر عقود من ممارسة فنونه المتعددة، التي بدأت بالموسيقى، وانتهت بالتمثيل.
لا شك أن تخرج الفنان في كلية الطب البشري، كان له عميق الأثر في قدرته على التفكير العلمي، والتعامل مع الفن والحياة بشكل عملي وواقعي، حتى وإن كانت الموهبة الفنية قد طغت على الدكتور عزت أبو عوف، الذي أنشأ فريقا موسيقيا مهما في منتصف السبعينيات، من القرن الماضي، أثناء انتشار ثقافة الكاسيت، لتصبح لفريق "فور إم" شهرة واسعة، وبصمة ملحوظة في الأوساط الموسيقية. وكان للفريق، ولانتشاره، أثر واضح في تطور الشكل الفني للفرقة الموسيقية التي انتقلت عبر تلك الفرق (إلى جانب فرق المصريين والجيتس وطيبة وغيرها) من الشكل التقليدي للمطرب الفرد، الذي تصاحبه فرقة موسيقية، إلى شكل الفرق الذي نعرفه الآن، والذي استقر عليه شكل الفرق، في حقبة الثمانينيات، ثم التسعينيات وصولا إلى الألفية الجديدة.
كان أبو عوف فنانا شاملا محبّا للحياة، تحركت الموهبة بداخله لتجد تعبيرها الأكثر انتشارا من خلال التمثيل الذي بدأه مع المطربين اللذين أكملا الطريق بعد فرق السبعينيات: عمرو دياب ومحمد فؤاد. فكانت بدايته في التمثيل مع عمرو دياب في فيلم "آيس كريم في جليم" للمخرج خيري بشارة، ثم مع محمد فؤاد في فيلم "إسماعيلية رايح جاي" للمخرج كريم ضياء الدين (حيث جسّد آنذاك شخصيته الحقيقية، حينما اكتشف محمد فؤاد).
ثم توالت الأدوار الهامة التي لعبها أبو عوف العاشق للفن بجميع ألوانه وأطيافه وأشكاله وقوالبه، والمحب للحياة والإنسانية بشتى تجلياتها، وهو ما حفر في قلوب من حوله محبة جارفة، تلمسها في سيل المشاعر المتدفقة التي نعت ولا زالت تنعي الفنان على مواقع التواصل الاجتماعي.
كان أبو عوف فنانا حقيقيا، استمعنا عبر حياته المديدة (توفي عن عمر يناهز 71 عاما) إلى موسيقى الإنسان، وإلى إنسانية موسيقاه وفنه الرفيع والراقي، حيث تمكن الفنان بداخله من صناعة موسيقى ستظل علامة في وعي الجماهير، ثم تمكن بعد ذلك من خلق شخصيات أصبحت علامات سينمائية، تمثّل علامة في المشهد السينمائي المصري والعربي، في الوقت الذي سيظل فيه أبو عوف (رحمه الله) رمزا فنيا إنسانيا راسخا.