الأحد 9/4/1446 هـ الموافق 13/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
روسيا تهاجم خطة الولايات المتحدة لتسوية القضية الفلسطينية مقابل المال

هاجم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، امس الأربعاء، خطة الولايات المتحدة لتسوية القضية الفلسطينية.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين في موسكو أن الخطة الاقتصادية الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية، بما فيها المحاولات الأمريكية لإبقاء اللاجئين الفلسطينيين في أماكن إقامتهم، تتناقض مع قرارات مجلس الأمن الدولي.

وأوضح لافروف: "يوجد في الخطة (الأمريكية) التمهيدية جزء اقتصادي يقضي باستثمار نحو 50 مليار دولار، ويخصص نصف هذا المبلغ للاستثمار في فلسطين، أما نصفه الثاني فمن المخطط استثماره في البنية التحتية للدول التي يقطنها اللاجئون الفلسطينيون منذ وقت بعيد".

وتابع: "إذا انحصر هدف ذلك في إبقاء هؤلاء اللاجئين هناك (في هذه الدول) للأبد ومقابل ذلك ستحصل هذه الدول على استثمارات ملموسة، فإن ذلك يناقض قرارات مجلس الأمن الدولي التي تقضي بإنشاء دولة فلسطينية قادرة على استقبال اللاجئين من الدول التي يعيشون فيها حاليا".

وفي الوقت ذاته أشار لافروف إلى أنه من الصعب جدا التوصل إلى أي استنتاجات نهائية بشأن الخطة الأمريكية حول التسوية الفلسطينية دون الاطلاع على نصها الكامل.

لافروف: من الضروري استئناف الحوار بين الدول العربية وإيران

من جهة اخرى، أكد لافروف أنه من الضروري استئناف الحوار بين الدول العربية وإيران.

وقال لافروف : "أكدنا بقلق الانعدام المستمر لتسوية النزاعات، وفي بعض الأحوال تصعيد التوتر في عدد من الدول الإسلامية. وعبرنا عن قلقنا من تصعيد حدة التوتر في منطقة الخليج العربي. وقلنا إن العامل الإيراني يؤثر على العمليات السياسية في المنطقة".

وأضاف: "وأكدنا اقتراحنا حول ضرورة بدء الحوار بين العرب وإيران بهدف تعزيز الثقة والشفافية في مجال النشاط العسكري، والمفاوضات بشأن تشكيل هيكل الأمن الجماعي في هذه المنطقة بمشاركة الدول العربية وإيران وبدعم واسع من المجتمع الدولي، بما في ذلك جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي".

وأشار الوزير الروسي إلى أن لقاءه مع العثيمين تناول ضرورة التسوية السريعة للنزاعات الأخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتابع: "لدينا موقف مشترك حول ضرورة تحقيق ذلك بطرق سلمية لا غير وعبر الحوار الداخلي واعتمادا على القانون الدولي. ومن الضروري زيادة مكافحة الإرهاب بشكل متتابع ودون أي حلول وسط وفي جميع الاتجاهات".

وشدد لافروف أيضا على أهمية التنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي لتسوية النزاعات في الشرق الأوسط وفي مجال مكافحة الإرهاب.

وقال:"نقيم حوارنا حول مسائل التطوير العالمي، وقبل كل شيء حول مسائل تسوية الأزمات التي لا تزال موجودة في العالم الإسلامي. ونعتبر من المهم تنسيق مواقفنا على أساس القرارات المناسبة لمجلس الأمن الدولي حول المسائل الملموسة بما فيها التسوية الفلسطينية الإسرائيلية والأزمات في سوريا واليمن وليبيا وأنحاء أخرى من العالم".

وأضاف: "بلا شكل فستكون جهودنا في المجال الهام للغاية، وهو مكافحة الإرهاب الدولي مطلوبة دائما. ومواقفنا في هذا المجال متفقة أيضا".

هذا وعبر الوزير الروسي عن قلق موسكو من المحاولات الأمريكية للمضاربة على العامل الكردي في سوريا واستخدام الأكراد لتقويض وحدة الأراضي السورية.

وأعلن أن الأكراد السوريين يهتمون بالحوار مع دمشق، مؤكدا أن روسيا سترحب بمثل هذا الحوار.

وقال: "يوجد هناك حاجز ينحصر في أن الولايات المتحدة لسوء الحظ تضارب على العامل الكردي وتحاول استخدام الأكراد لإنشاء شبه دولة على الساحل الشرقي لنهر الفرات، بما في ذلك في الأراضي التي لم يقطنها الأكراد في سوريا سابقا".

وتابع: "لدينا معلومات حول اشتباكات جدية بين الأكراد والقبائل العربية، الأمر الذي يثير قلقا لدينا. وآمل بأن تتجنب الولايات المتحدة أي أعمال تنتهك القرارات الدولية وتخالف توازن مصالح كل المجموعات العرقية والطائفية التي تقطن الأراضي السورية".

من جانبه عبر أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين عن شكره للدور الذي تلعبه روسيا في ضمان الأمن والاستقرار العالمي، مشيرا إلى الجهود التي يبذلها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لتحقيق هذا الهدف.

وقال العثيمين: "أشكر روسيا على دورها في ضمان الأمن في العالم وعلى الجهود المبذولة من قبل الرئيس بوتين شخصيا".

المصدر: وكالات

2019-07-04