وَنُغَادِرُ
غُرْفَةَ الْأحْلَاَمِ
وَالذِّكْرَيَاتِ وَالتَّعَبِ
عُدْنَا إِلَيْكِ .. صَدِيقَيْنِ
نُرَتَّبُ الْحَقَائِبَ
نَجْمَعُ عُمْرَ الْأَشْجَارِ
وَذِكْرَيَاتِ الليالي
نَجْمَعُ صَوْتَكِ
وَالْأحْزَانَ وَالصُّورَ
أنْسَى ثِيَابَي الْمُعَلَّقَةَ
فَتَضْحَكِينَ مِنْ جُنُونِي
وَيَتَسَاقَطُ مَطَرٌ حزينٌ
مِنْ عَيْنَيْكِ الْهَادِئَتَيْنِ
- لِمَاذَا تَحْمِلِينَ الشَّمْسَ فِي حَقَائِبِكِ؟
- لِمَاذَا أَنْتَ تَسْرِقُنِي فِي حَقِيبَتِكَ؟
- لَا تَكْتُبِي لِي.. وَلَنُغَادِرُ ..غَرِيبِينَ!
أَنْتِ وَأَنَا ..
وَاللَّيْلُ وَالْبَرْدُ
وَالْمِعْطَفُ الثَّقِيلُ .. وَالرَّحِيلُ
وَتُذَاكِرُ السَّفَر...
وَيَدُكِ الطِّفْلَةُ فِي يَدِي
وَمَحَطَّةٌ عَتِيقَةٌ .. تَعُمُّ بِالْمُسَافِرِينَ
وَضَوْءُ قِنْدِيلٍ شَاحِبٍ....
مُعَلَّقٍ... عَلَى عَامُودٍ خَشَبِيّ...
مَرِيضٌ...
يُسَاعِدُهُ الْحَارِسُ اللَّيْلِيُّ
بِكُلِّ قَلْبِهِ ... حَتَّى لَا ينْطَفِي
يُحَاوِلُ أَن يَقُولَ....
لَا تَخْرُجُ الْكَلِمَاتُ... تَمُوتُ..
وَجَرِيدَةٌ مُمَزِّقَةُ النِّهَايَةِ
لَا تُفَارِقُ الرِّيحَ
تَكُونُ مَعَهُ عَلَى الرَّصِيفِ
وَبَيْنَ قُضْبَانِ الْحَدِيدِ
أَنَا...
وَاللَّيْلُ وَالْبَرْدُ
وَالْمِعْطَفُ الثَّقِيلُ
وَالْعَوْدَةُ..
وَأَصَابِعُ بِلَا تَذَاكُر
أَصَابِعِي مُقْفَلَةٌ مُغْلَقَةٌ
وَمَحَطَّةٌ عَتِيقَةٌ
تَمُوتُ فِي الصَّمْتِ
وَضَوءُ قِنْدِيلٍ شَاحِبٍ
مُعَلِّقٍ... عَلَى عَامُودٍ خَشَبِيٍّ
مَرِيضٌ..
يُسَاعِدُهُ الْحَارِسُ اللَّيْلِيُّ
بِكُلِّ قَلْبِهِ
حَتَّى يَنَامَ
يُحَاوِلُ أَنْ يَقُولَ... ... ...
وَجَرِيدَةٌ مُمَزَّقَةُ النِّهَايَةِ
تُحَاوِلُ أَنْ تُغَادِرَ الرَّصِيفَ
أَنْ تَتْرُكَ الرِّيحَ
وَحِيدًا..
بَيْنَ قُضْبَانِ الْحَدِيدِ