السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نظام متسلط في غزة....حمادة فراعنة

 

 مثلها مثل الأنظمة المستبدة القمعية الفاشلة، عينت حركة حماس رئيساً لبلدية غزة، بدون انتخابات، وبدون احترام لخيارات المواطنين أهل المدينة وسكانها، مما يؤكد عدم ثقتها بشعبها، وعدم الثقة الأكيدة بنفسها وبمجاهديها، وبالقواعد الشعبية التي أعطتها الأغلبية البرلمانية في انتخابات المجلس التشريعي يوم 25/1/2006، ولازالت تتباهى أنها حصلت على الأغلبية بدون أن تتوقف في لحظة ضمير وشجاعة لأن تسأل من الذي أجرى الانتخابات ؟ وفي عهد من ؟ ومن الذي سلّم بنتائجها، وأذعن لاستحقاقاتها، وكلف رئيس كتلتها البرلمانية اسماعيل هنية في تشكيل الحكومة ؟؟ أليس هو الرئيس الفلسطيني، رئيس حركة فتح وأجهزتها الأمنية والإدارية ؟؟ والنتيجة أن حركة حماس لم تكتف بهذه الإنجازات السياسية التنظيمية التي حققتها في ظل إدارة حركة فتح، واستلامها لرئاستي الحكومة والمجلس التشريعي معاً، فقد نفذت انقلاباً أطلقت عليه الحسم العسكري، ولازالت تتسلط على قطاع غزة منفردة ترفض الانتخابات، ولا تحترم شعبها وخياراته منذ الانقلاب في حزيران 2007 وحتى اليوم !! .

شبكة المنظمات الأهلية، تؤكد على ضرورة إجراء الانتخابات البلدية والمجالس المحلية في قطاع غزة، محتجة على قرار تعيين رئيساً لبلدية غزة، بما يتعارض مع حقوق الفلسطينيين وتطلعاتهم نحو الديمقراطية والتعددية، أسوة بما يتحقق في الضفة الفلسطينية، حيث تجري الانتخابات البلدية والنقابية ومجالس طلبة الجامعات، وتنجح فيها وخلالها حركة حماس وتكسب حالة من الحضور السياسي المعلن رغم إدارة حركة فتح والاحتلال للضفة الفلسطينية، ومع ذلك تتم الانتخابات المتعددة، بينما قطاع غزة الذي إنحسر عنه الاحتلال خارج حدوده، وأزال المستوطنات وقواعد جيش الاحتلال وتديره حركة حماس منفردة، ترفض إجراء الانتخابات، وإطلاق الحريات العامة، واحترام إرادة فلسطينيي القطاع وخياراتهم السياسية، وبدلاً من تقديم قطاع غزة نموذجاً للديمقراطية وللتعددية وتداول السلطة مثل كل الأنظمة التي تثق بنفسها وتحترم شعوبها، كما هو في تركيا وماليزيا وغيرهما من الأنظمة التي تعتبر صديقة لحركة الإخوان المسلمين المرجعية الفكرية والسياسية والحزبية لحركة حماس، بدلاً من ذلك تتسلط حركة حماس الإخوانية على خيارات الشعب الفلسطيني وتفرض عليه رؤيتها الأحادية ، ورجعية خياراتها ، وديكتاتورية قراراتها

قطاع غزة، يتميز بعدم تلاوين فلسطينيته، فهو لم يتعرض للتشويه في هويته الوطنية، وهو المبادر دوماً لقيادة الفعل الفلسطيني، وقد انحسر عنه الاحتلال بفعل ضربات المقاومة الموجعة، وتضحيات أهالي غزة وبسالتهم موضع فخر ومباهاة، ويستحق ما هو أفضل من الجوع والتسلط والحرمان الذي يفرضه الاحتلال وسياسات حركة حماس الحزبية، ويستحق أن يكون نموذجاً لباقي الفلسطينيين حتى يواصلوا النضال ويرحل الاحتلال عن الضفة كما سبق له ورحل عن القطاع، ولهذا على حركة حماس أن تزيل تسلطها وتفردها وهيمنتها الحزبية الأحادية عن القطاع، هذا ما يجب أن تفعله بالرضى وهو الأفضل أو سيتم كنسها كما فعلت بعض الشعوب العربية مع حكامها المستبدين ، وثاروا ضد التسلط والديكتاتورية البغيضة .

[email protected]

2019-07-31