الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أشتات ذاكرة... محمود درويش ومديج الظلل العالي وختاوي النكرة...‎أحمد ختاوي

إستهلالا لهذه الاشتات أوردٌ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول :

أذكروا محاسن موتاكم بالخير

إن كان صحيح الإسناد أم لا كما يذهب الى ذلك مختلف الرواة والمحققين

ولكن يبقى سندا في استهلالي هذا مهما يكن من أمر .

محمود درويش قامة شعرية كبيرة لا يختلف في ذلك إثنان

ملأ الدنى على لسان شاعرنا الفذ الكبير مفدي زكريا شعرا ومواقف

ما في ذلك من شك ولا ريب أيضا

وإنما تبقى المواقف والمباديء والتوابث

والعشق للوطن من السمات الاساسية

لكينونة العشق في ابعد مداه

هذا ما حصل لي عينا بعين -

يقابلني وأقابله على طاولة بمقر اتحاد الكتاب الجزائريين بالجزائر العاصمة * صدر التمانينات

يومها - بكل تواضع - كنتُ ضمن الهيئة التنفيذية لذات الاتحاد

كنا نفرا من القوم دعوني أقول : الامناء الوطنيون كما كان " يصطلح عليها "

أنذاك .

جاء درويش من اليمن الشقيق ، بشقيه أنذاك عدن وصنعاء

فأحسنا وفادته شاعرا ومسؤولا في منظمة التحرير الفلسطينية

جاءنا يتأبط خيرا

ويتأبط إصدارا له صدر حديثا " مديح الظل العالي "

أهدانا مشكورا - رحمة الله عليه نسخا منه لنا ولمكتبة الاتحاد

فمنحناه إكبارنا لهذا الصنيع

فيما - بالمقابل - جاء أيضا يتأبط عريضة

يلتمس أمضاءنا عليها مفادها باختصار

تصديقنا لها كهيأة وليس كأشخاص

فحواها شرخ ظرفي حصل أنذاك ....جاء لرأب الصدع بين اشقائنا أدباء عدن وصنعاء وأشقاء بلد أخر عزيز علينا نحمل همه ومواجعه الى اللحظة حتى لا أقول إصلاح ذات بين

نظرت إليه مليا و بكل احترام نظرتُ إ لى تقاسيم وجهه

الصبوح / العبوس :

وهو يحمل هما أو ما دون سواه ، سواء عن طيبة خاطره أو ما سواه كذلك

مهما يكن من أمر .

نطقت ٌ وكان رحمة الله عليه يقابلني على كرسي خشبي نظير لكراسينا التي كانت من حطب عادي ، لم تكن أرائك و لا أفرشة مبتوثة

قلت له : جسورا / عاشقا لوطني

بقدر ما أجلك وأحترمك : شاعرنا الكبير محمود درويش وأنت حامل قضايا وهموم وطنك

فأنا ايضا لي وطن أحمل همومه على كاهلي .... بقدر ما أجلك - مشكورا- على إسدائنا

" مديج الظل العالي " اسمح لي سيدي ، تلفظت بكلمة سيدي عنوة وبوعي ، عوض شاعري

أنا أمتنع عن المصادقة ، ولا أوقع ،

الظرف لا يسمح ومحتوى العريضة لا يتماشى مع الظرف ومع توابثنا وقيمنا يا استاذ

يا أستاذ.

كان شاعر كبير لا أذكر اسمه حفاظا على صداقتنا يحاذيني ... حملق وربما - حولق، من يدري في قرارة نفسه - في عيوني مليا ،

وشرارة الغضب تغطي وريد أوداجه التي انتفخت

أومأ لي بأنه يحتاجني في أمر ضروري وعاجل ....انصرفنا الى بهو مقابل "

قال لي غاضبا :

" من تكون أنت

وأنت نكرة حتى تعارض قامة من حجم درويش

رددت عليه :

إن كنت نكرة في نظرك فأنا رقم أساسي فاعل يحسب له ألف حساب في عشقي لوطني أعارض ولا أبالي و أصرُّ

- قلت ذلك في سكون وهدوء لصديقي

وأردفتُ: أقدر وأحترم الشاعر درويش شاعرا إنسانيا .... قفلنا في أوبة مجددا إلى طاولة النفر

كا ن درويش رحمة الله عليه يترصد

ما سيسفر عنه انصرافي وصديقي الشاعر

قال هذا الاخير : هات أستاذ الوثيقة نمضي

قلت - العبد الضعيف - النكرة : لطفا :استاذي

أنا أمتنع وأمانع وما زلت ٌ مصرّا ...قال دوريش وما المبرر " قلت " وبيريز الصهيوني يزور احدى الدول العربية في ذات الأوان ... لا اسميها .....كان من الشاعر درويش رحمة الله عليه إلا أن وقف من كرسيه الخشبي ، صافحني وحياني بكل حرارة

ولم يسمني بإسمي

لآني كنت -نكرة - شعرا -

لكنني كنت ُهرما على فنن الوطن، أغرد كما غردت "حمامئه ... وأنا أتمتم قولة درويش المشهورة ":أحببتك مرغما ليس لأنك الأجمل بل لأنك الأعمق فعاشق الجمال في العادة أحمق"."

هناك كان مربط الخيل أو رباط الخيل - لا يهم بين النكرة والنكران

وأردف درويش وهو يشد بحرارة

على يدي وهو يقول : حياك الله على وطنيتك ومواقفك

وقد :أردف استأذن الآن علي أن أقل الان طائرة في اتجاه المغرب الشقيق .

ردا على جميله وتقديره للموقف وتداركه - ربما - لفداحة تمرير العريضة

قلت له اقرىء سلامي لعبد العزيز المقالح و عبد الله البردوني وأيضا الى الشاعر المغربي الكبير والانساني : عبد اللطيف اللعبي إن كنت عائدا لليمن الشقيق .

وكنت قبل هذا - التراشق - بيني وبين درويش قد اختلست

انصرافا بمكتب مقابل حيث هتفت الوصاية التى كانت المكتب السياسي لحزب واحد وحيد مهما يكن من أمر .

هذه الاخيرة التي ثمنت عزوفي هي الاخرى لذات المبرر.

أحمد ختاوي-الجزائر

2019-09-01