السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
معادلة 'رِجل ونص' لم تنته.. خبراء عسكريون: رد حزب الله 'ضربة معلم' والحساب لم يغلق بعد


رام الله-الوسط اليوم:

يرى خبراء عسكريون وأمنيون أن العملية التي نفذها حزب الله اللبناني عند طريق ثكنة "افيفيم" شمال فلسطين المحتلة اصابت الاحتلال الإسرائيلي في مقتل على المستوى الأمني، والعسكري، والسياسي، والإعلامي في سياق حرب "الصورة".

وأوضح الخبراء العسكريون أن رد حزب الله كان رداً متزناً، ومنطقياً، وحكيماً، وأنَّ المقاومة استطاعت أن ترد "الصاع صاعين"، وأوفت بالوعد الذي اطقه السيد حسن نصرالله الأمين العام للحزب، مشيراً إلى أنَّ العملية تحمل الكثير من الدلالات والرسائل.

انتقاء مدروس

الدكتور محمود العجرمي الخبير في الشأن العسكري يرى أن العملية التي نفذها الحزب جنوب لبنان كانت منتقاة جيداً على صعيد المكان والزمان، مشيراً إلى ان العملية نفذت في منطقة معقدة، وفي وضح النهار، في الوقتِ الذي يأخذ الاحتلال حسبانه من وقوع العملية التي تتزامن مع تهديدات نصرالله، وعلى الرغم من ذلك استطاع الحزب ان يسجل نقطة في مرمى الاحتلال.

وقال العجرمي في تصريحات خاصة لـ"فلسطين اليوم" أن العملية البطولية أدت دورها، وأوضعت إسرائيل في ارباك وحرج كبيرين، وهزت الصورة التي تحاول إسرائيل تعزيزها في المنطقة.

وأشار العجرمي إلى ان انتقاء الهدف من قبل القادة الميدانيين لحزب الله كان مدروساً على أكثر من صعيد، إذ ان الحزب ردَّ على الهجوم الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية، وفي الوقت نفسه لم يعطِ مبرراً للاحتلال الإسرائيلي بالرد، إذ حافظ الحزب على رد مدروس متزن أمام الرأي العام العالمي، وردٍ مسؤول امام الجبهة اللبنانية.

وذكر العجرمي أن العملية البطولية التي أدمت وجه الإسرائيليين أعادت قواعد الاشتباك التي فرضها الحزب ابان حرب تموز 2006، بعد أن حاول نتنياهو والقادة الإسرائيليين زعزعتها من خلال العمليات العسكرية في لبنان وسوريا والعراق، في محاولة من نتنياهو تحسين حظوظه الانتخابية.

عملية معقدة!

واتفق المحلل والخبير العسكري واصف عريقات مع سابقه في أن المقاومة اللبنانية وضعت الاحتلال الإسرائيلي في مأزق على أكثر من صعيد، بعد نجاح العملية التي ضرب إسرائيل في مقتل.

ويرى عريقات أنَّ المقاومة اللبنانية تميزت بالوفاء بوعدها، ونفذته في أصعب وأدق المناطق في الوقت الذي يأخذ فيه الاحتلال الإسرائيلي جميع احتياطاته الأمنية والعسكرية.

وأوضح عريقات  أن قيمة العملية تكمن في محددات عديدة منها، (مكان العملية) إذ نفذت العملية في المكان الذي حدده حسن نصرالله في خطابه الأخير الذي قال فيه "انه سيرد من لبنان، و(زمان العملية) إذ وقعت في وضح النهار في تمام الساعة الرابعة، و(بيئة العملية) التي نفذت في ظل الاستعدادات الأمنية الإسرائيلية بعد تهديد نصرالله، إضافة إلى محدد آخر ومهم وهو (اسم المجموعة) التي نفذت العملية وهي لشهداء من الحزب تم اغتيالهم في سوريا.

وذكر الخبير عريقات في حديثه لـ"فلسطين اليوم" ان "مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر هي التي نفذت العملية"، وهما من الشهداء الذين ارتقوا في قصف إسرائيلي في سوريا يطرح سؤالاً لدى المستوى الأمني والعسكري والسياسي الإسرائيلي، هل سيكتفي حزب الله بهذا الرد؟ أم أنَّ هذا الرد يتعلق بالاغتيالات الإسرائيليين لعناصر المقاومة في لبنان؟ وهل لدى حزب الله نية بتنفيذ عملية أخرى انتقاماً للضاحية الجنوبية؟!.

وذكر العجرمي أن العملية وضعت إسرائيل في مأزق وارتباك كبيرين، وهو ما عبَّر عنه نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق اللواء احتياط يائير غولان في قوله إن "حزب الله وعد.. ونفذ وعده"، مشيراً -عريقات- إلى أنَّ تلك التصريحات من قادة إسرائيليين يضيف قيمة جديدة للعملية البطولية.

كما، وأشار عريقات إلى أنَّ العملية أوصلت رسالة واضحة جداً للاحتلال الإسرائيلي أنه لا يمكن للمقاومة ان تصمت على أي اعتداء في قابل الأيام، وأن المقاومة هي من تختار الزمان والمكان المناسبين، لافتاً إلى ان ذلك يعطي قوة للمقاومة الإسلامية وحزب الله.

واستبعد الخبير العسكري عريقات أن يرد الاحتلال الإسرائيلي على العملية البطولية التي نفذه حزب الله، مشيراً إلى أن نتنياهو لا يرغب في توسيع دائرة النار لأسبابٍ عديدة أولها "اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المزمع عقدها في 17 سبتمبر 2019"، ثانيها أن "نتنياهو وقادة الاحتلال يدركون جيداً أن أي حرب مع حزب الله لن تكون نزهة وربما تطيح بمستقبلهم السياسي".

الوعد الصادق

بدوره، قال الباحث العسكري العميد أمين حطيط "إن حزب الله أثبت في رده تكافؤه وجاهزيته لأي تطور مقبل، والقصف الإسرائيلي يهدف إلى رفع المعنويات وقطع الطريق أمام المقاومين للانسحاب وحماية منطقة العملية".

حطيط تابع "نسلّم بمصداقية بيان حزب الله بشأن تدمير الآلية العسكرية لأنه استخدم اسلحة دقيقة، وتنفيذ العملية جرى من الأرض اللبنانية ومن منطقة تطل على مكان الهدف، كما أن هجوم المقاومة أكد وعدها بتنفيذ الرد من لبنان باتجاه هدف إسرائيلي، والمقاومة اختارت الهدف المناسب وفي الأرض المناسبة بالسلاح المناسب".

واستبعد حطيط ان ترد إسرائيل بتصعيد كبير، قائلاً "لا لن يكون هناك تصعيد كبير حتى الآن وإسرائيل تدرك أن جغرافية الهدف يثبت جاهزية حزب الله لأي تطور مقبل".

وأعلن حزب الله اللبناني تدميره آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة "افيفيم" شمال فلسطين المحتلة.

وقال في بيان صحفي إن "مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر هي التي نفذت العملية، وتمكنت من تدمير الآلية العسكرية وقتل وجرح من فيها".

2019-09-01