الثلاثاء 6/3/1446 هـ الموافق 10/09/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عزيزي النظام السوري: من فضلك انتحِرْ.. إذا بتريد !!/ محمد عزت الشريف

 أي هراء هذا الذي نرى ونسمع ؟!! يبدو أنّ حكماء العالم وحكامه لم يتعلموا درساً حتى من البزونة .. هل يستطيع أن يتجرأ حاكم عربي أو حكيم غربي ـ كلُّ بشخصه ـ أن يهاجم قطة ليقتلها في غرفة مغلقة الأبواب ودونما أية نوافذ؟!! إن استطاع أحدهم قتلها فليأتِ وليقتلني من بعدها !! وإن لم يستطع فليأت ليستمع منا، وليسمعنا كلاماً محدّداً بحدّ أدنى من المنطق؛ وليكن منطقَ الهرّة التي تعلمنا أن دافع البقاء هو أقوى الدوافع لدى الكائن الحيّ عموماً؛ فما بالك بالإنسان ؟! فبصرف النظر عن الأسطوانة المشروخة إيّاها؛ التي تُذاع ليل نهار عبر معظم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، والمأكولة والمشروبة؛ عمّن يقتل شعبه، ومَن يغتصب الصبايا ويعتقل الشباب، ويشرد الشيوخ، و يسبي والنساء !! وبغض النظر عن جيش حماة الديار الذي يستيقظ كل صباح (على حدّ قول شهود العيان) ينظر في أجندته ليختار مدينة يقصفها ذلك النهار، أو مئذنة يهدمها، أو مدرسة أو مستشفى من أجل لاشيء إلا تنفيذاً لما تريد أن تذيعه نشرات الأخبار لهذا اليوم فور حدوث الحادث ، أو ربما قبل حدوثه، أو حتى دون حدوثه !! بقطع النظر عن القاتل والمقتول، والظالم والمظلوم، والكلب والحرامي، والحر والنظامي، ألم يأن للذين تفلسفوا من حكام وحكماء العالم أن يتعلموا نظرية الدوافع من السيدة (البِسّة نونو )؟!! أولئك الذين يناشدون النظام السوري في كل صباح وكل مساء بالرحيل .. هلاّ وَحّدوا الله ،ورأيهم، وقالوا لنا: إلى أين يمكن أن يكون الرحيل ؟! وهل لو كان جلالة أحدهم أو فخامته أو سموّه في ظروف وموقف الأسد أو القذافي مثلا، أو صدام حسين ، هل كان سيفعل غير ما فعل أويفعل هؤلاء الزعماء من مقاومة ـ حتى آخر قطرة دمّ (ولا أقول: آخر جندي ) ؟ (فقط الأذِلاّء يستسلمون ) قالها وفعلها صدام حسين، وصمد في وجه الأمريكان وحلف الناتو وبعض العسكر من العرب المغرر بهم على مدى 13 عاماً من الحصار والقصف الجوي والقتال البري الذي اعتمد جميع الأسلحة المحرم منها و المحلل !! ( أنا مصيري في النهاية، الموت شهيداً على تراب الوطن الذي يحوي قبور الآباء والأجداد) قالها وفعلها القذافي الذي احتاج لجهود الناتو وعون العرب وجامعة العرب لأيام وليالٍ طوال؛ حتى يثبت صدق رؤيته وانطباق أفعاله مع الأقوال .. احتاج القذافي لعشرات الجيوش ومئات قنوات الإعلام ليسقط ؛ وهو الرجل الذي لا يملك على إتساع بلاده جيشاً نظامياَ، أو سلاحاً نووياً يهوّش به عن نفسه !! فماذا يا حكامنا وحكماءنا تنتظرون من النظام السوري الذي لديه (من بين 3 جيوش) الجيش العربي السوري حامي الديار، الذي ما انفك ـ طوال عقود من الزمان ـ يتدرب لتخليص الجولان من بين مخالب الذئب الصهيوني الماكر ؟! كم تريليون دولار يمكن أن يستنزفكم نظام سوريا الخبير المجَرَب، وجيشه المدرَب كي تؤذونه، وكم شهراً يستغرقكم كي تسقطونه؟!! أم أنّ لديكم خطة خداع سحرية يمكنها أن تنهي النظام بضغطة زر على حاسوب متطور بدلا من حبل الغسيل الذي علقتم به صدام الحسين، أو سكينة المطبخ التي طعنتم بها مؤخرة العقيد القذافي ؟! يا أنتم يا دعاة ومدّعيي حقوق الانسان، أين قانونكم الذي يخوّل لكم التدخل في شئون غيركم من بني الإنسان؟! ويا أنتم يا دعاة الاسلام والسلام في الشهر الحرام، أليس إمدادكم الأطراف بالمال والسلاح هو الحرام ؟! أليس فيكم يا سادة رجل رشيد ـ بحق ـ يدخل من أحد أبواب سوريا المغلقة جميعاً ويترك الباب من خلفه مفتوحاً للحوار السوري السوري برعاية عربية مخلصة تعطي الفرصة لتراجع الأطراف خطوات وخطوات عن أزندة السلاح ؟! أليس فيكم رجل بصير يضع الأطراف جميعاً أمام صندوق الإقتراع الحر للشعب السوري الحر ليكون الأمر كله من بعد الله للشعب؛ والأمن للجيش العربي السوري النظامي الحر؟! يا السادة الحكام، والحكماء، الكرام الأجلاء، هلاّ تدخلتم بالحسنى وأبقيتم الباب خلفكم مفتوحاً؟! أم أنكم قررتم أن تبقوا ـ هكذاـ في عيون شعوبكم أقل قدرة حتى على فهم نظرية الدوافع المُلِحَّة عند البزونة ؟!! ***

2012-10-28