الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المرأة الفلسطينية مثالا للتضحية والفداء....اسماعيل الداعور

  قالوا عنها: أنها طائر ضعيف كسرت  إحدى أجنحته، طائر مسكين لا  يستطيع الدفاع عن نفسه، طائر وجب عليه الطاعة والالتزام. وفي رواية أخرى تحدثوا عنها، أنها كائن ضعيف هش لا يطول الأحلام والطموحات ولا يلمس أرض الإنجازات ذلك الكائن الهش الذي بنصف عقل ودين.

واليوم وفي هذا المقال جئنا لرفع وإزاحة الستار عن تلك التخاريف والأكاذيب الجاهلة عن عمد وسبق إصرار على الجهل واللثام الموشح به دور المرأة، ذلك الدور الضعيف غير المنصف الذي وضع ونسب للمرأة بشكل عام وللمرأة الفلسطينية بشكل خاص.

والآن ليُرفع الستار عن تلك الأكاذيب الجاهلة، ولتظهر لنا  بكل فخر واعتزاز المرأة الكادحة المناضلة العاملة الثورية الفلسطينية، تظهر على ساحات العمل والكفاح، لتحول بدورها لغة الضعف إلى قوة والمستحيل إلى ممكن، وأخيرًا السكوت إلى ثورة.
تظهر لنا بصورة جلية عظيمة يفتخر بها التاريخ، وكيف لا وهو صانعها وحافظ لتواريخ أمجادها وتضحياتها. لم يكن دور المرأة الفلسطينية المناضلة ظاهرًا بمحض الصدفة، بل بإصرار وعزيمة وحب للثورة والدفاع عنها، ولم يكن هذا الظهور الجلي ظهورًا حديثًا، ولا متزامنًا مع الهجمة الهمجية الصهيونية على أراضينا المحتلة عام ١٩٤٨، بل كان ظهورًا  قديمًا يحمل دلالاته معه، ظهورًا تجلى مع بسط الانتداب البريطاني غطرسته على فلسطين عام ١٩١٧ حتى جاءت ثورة البراق إتباثًا لهذا الظهور القوي الصادق للمرأة الفلسطينية الغيورة جدًا على وطنها.
حين شهد شهر آب من العام ١٩٢٩ ثورة كتبت على صفحات التاريخ بدماء الطهر الي سقوط ١١٦ شهيًدا ارتقوا من أجل الدفاع عن مقدساتنا الفلسطينية التي لنا بها أحقية لا بني صهيون. ومن ضمن ثلة الشهداء كان هنالك ٩ شهيدات من القدس ويافا وصفد، خضبنا أرض فلسطين بحناء دمائهن الفلسطينية الطاهرة الزكية، ما زالت تلك الرائحة تفوح كلما روى شهيد آخر بدمائه الأرض. كوكبة أسماء نساء حفظهن التاريخ عن ظهر قلب ليثبت لنا دور المرأة الفلسطينية المناضلة في أسبقية الدفاع والنضال وتقديمات التضحيات التي كانت وما زالت تزداد بازدياد سنوات الاغتصاب الصهيوني لأراضينا الحبيبة.
 [email protected]

 

2019-10-25