السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الشاب العربي الدرزي عمر زهر الدين محمد سعد: لن أكون وقوداً لنار حربكم، ولن أكون جندياً في جيشكم ولن استبدل العزف بالسلاح

في  رسالة وجهها عمر زهرالدين محمد سعد من قرية المغار في الجليل الاعلى الى رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه اهود براك حول رفضه إجراء الفحوصات الطبية تمهيدا لتجنيده ضمن قانون التجنيد الاجباري المفروض على ابناء الطائفة العربية العربية الدرزية وجاء في الرسالة: 
استلمت أمراً بالمثول في مكاتب التجنيد يوم 2012/10/31 لإجراء الفحوصات حسب قانون التجنيد الإجباري المفروض على الطائفة الدرزية، وعليه أُوضِّح النقاط التالية:
أرفض المثول لإجراء الفحوصات لمعارضتي لقانون التجنيد المفروض على طائفتي الدرزية.
أرفض لأني رجل سلام وأكره العنف وكل أشكاله، وأعتقد بأن المؤسسة العسكرية هي قمة العنف الجسدي والنفسي، ومنذ استلامي لطلب المثول لإجراء الفحوصات تغيَّرتْ حياتي، ازدادت عصبيتي وتَشتُّت تفكيري، تذكّرتُ آلاف الصور القاسية، ولم أتخيَّل نفسي مرتديا الملابس العسكرية ومشاركا في قمع شعبي الفلسطيني ومحاربة اخواني العرب.
أعارض التجنيد للجيش الإسرائيلي ولأي جيش آخر لأسباب ضميرية وقومية.
أكره الظلم وأعارض الإحتلال، أكره التعصب وتقييد الحريات.
أكره مَن يعتقل الأطفال والشيوخ والنساء.
واضاف عمر أنا موسيقي أعزف على آلة "الفيولا"، عزفت في عدة أماكن، لديّ أصدقاء موسيقيون من رام الله، أريحا، القدس، الخليل، نابلس، جنين، شفاعمرو، عيلبون، روما، أثينا، عمان، بيروت، دمشق، أوسلو، وجميعنا نعزف للحرية، للإنسانية وللسلام، سلاحنا الموسيقى ولن يكون لنا سلاح آخر.
أنا من طائفة ظُلمت بقانون ظالم، فكيف يمكن أن نحارب أقرباءنا في فلسطين، سوريا، الأردن ولبنان؟ كيف يمكن أن أحمل السلاح ضد إخوتي وأبناء شعبي في فلسطين؟ كيف يمكن أن أكون جنديا يعمل على حاجز قلنديا او أي حاجز احتلاليّ آخر وأنا مَن جرّب ظلم الحواجز؟
كيف أمنع إبن رام الله من زيارة القدس مدينته؟ كيف أحرس جدار الفصل العنصري؟
كيف أكون سجَّانا لأبناء شعبي وانا أعرف أنّ غالبية المسجونين هم أسرى وطلاب حق وحرية؟
أنا أعزف للفرح، للحرية، للسلام العادل القائم على وقف الإستيطان وخروج المحتل من فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإطلاق سراح جميع الأسرى في السجون وعودة اللاجئين المهجّرين الى ديارهم.
وانتهى الشاب عمر الى القول: لقد خَدَم العديد من شبابنا ضمن قانون التجنيد الإجباري فعلى ماذا حصلنا؟ تمييز في جميع المجالات، قرانا أفقر القرى، صودرت أراضينا، لا يوجد خرائط هيكلية، لا يوجد مناطق صناعية.
نسبة خرِّيجي الجامعات من قرانا من أدنى النسب في المنطقة، نسبة البطالة في قرانا من أعلى النسب.
لقد أَبْعَدَنا هذا القانون عن امتدادنا العربي .
هذه السنة سأُكمِل تعليمي الثانوي، وأطمح بتكملة تعليمي الجامعي.
أنا متأكد أنكم ستحاولون ثَنْيِي عن طموحي الانساني، لكنني أعلنها بأعلى صوتي: أنا عمر زهرالدين محمد سعد لن أكون وقوداً لنارِ حربِكم، ولن أكون جنديا في جيشكم ... 
هذا وفي اتصال مع الشاب عمر 17 قال:
انا وراء كل كلمة قلتها وهي نابعة من صميم وجداني وضميري الانساني انا لن اخدم جلادي وجلاد شعبي وأنا اعتز بانتمائي الى قوميتي العربية والى شعبي ألفلسطيني وانا بطبيعتي اكره حتى العظم القتل والحروب والدمار واضطهاد الاخرين وأرنو الى عيش كريم بسلام مع الجميع. نعم ان كل كلمة قلتها نابعة من صميمي واقف عندها ولن تلن لي قناة، معتزًا بأن والديَّ مهدا لي مثل هذا الطريق وهذباني على القيم الشريفة والأخلاق الكريمة ونشد السلام وإعلاء ثقافة التعايش،  فهل يعقل ممن ارتوى من هذا النهل ان يكون غير ذلك.
اما الوالد زهر الدين محمد سعد فقال:  نحن ندعم ابننا عمر حتى النهاية في قراره بعدم الخدمة الاجبارية ونرى بمثل هذا القرار قرارا صائبا فضميره الحي يرفض التجنيد من منطلقات انسانية وقومية  وهو يعتز بانتمائه القومي فهناك عدة سبل لمواصلة العيش دون يلوث الواحد ضميره بجرائم الاحتلال وانتهاك الحريات وحمل السلاح في وجه ابناء شعبنا، ويكفينا من نلاقيه من ويلات حكام هذه البلاد.
يذكر ان رسالة  عمر الى رئيس الحكمة ووزير الدفاع الاسرائيلي احدث ضجة اعلامية واسعة وتناولتها بإسهاب والتعليقات مواقع الاتصال الاجتماعي الفيس بوك وغيره من مواقع الشبكة العالمية، ويوميا يتلقى عمر وذويه مئات الاتصالات المشجعة والداعمة لموقفه الانساني. وعلم مراسلنا ايضا ان اثر نشر الرسالة جرى ترجمتها، من قِبل معارضي التجنيد الاجباري في العالم الى ثماني لغات. كما تأسست مجموعة داعمة لمطالب عمر وموقفه من رفض التجنيد، في مختلف دول العالم، وعلى مختلف المستويات ومنها البرلمانية والحقوقية والشعبية، ووصل تعدادها حوالي عشرة آلاف عضو.

2012-10-30