الإثنين 30/5/1446 هـ الموافق 02/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
جواد العقاد وتحديات الشعر الفلسطيني أجرى الحوار خضر جندية

 دائما كان هناك محاولات للتعبير عن ذواتنا ومشاعرنا تجاه الأشياء من حولنا، فكان الفن بأقسامه من ضمنها الأدب الذي يؤثر بشكل كبير في احاسيسنا وما يحدثه من استجابة جمالية للمتلقي ، فالشعر وما يمتلكه من سلطة على القلوب والعقول كان ولا زال أداة بارزة من أدوات النضال الفلسطيني في ظل حدة الصراع مع الاحتلال، فما هو الدور الذي يختص به الشعراء تجاه قضايا مجتمعهم؟ ، وما المشاكل والتحديات التي يواجهها الشعراء والكتاب؟ ، وما التأثير والبصمة التي يتركها الشعر في الفرد ؟،

يُجيب على هذه الأسئلة وغيرها في حوارنا معه الشاعر الشاب "جواد لؤي العقاد" صاحب ديوان "على ذمة عشتار" ابن الواحد والعشرين عاما من محافظة خانونيس.

في مستهل حديثنا لو رجعنا بالزمن إلى النقطة التي تمثل بداية مشوارك مع الكتابة : أكتب الشعر منذ الصغر ، ولكن بشكل فعلي بدأت الكتابة منذ أن تبلور لديّ مفهوم الشعر، صحيح أننا لا نستطيع أن نضع للشعر مفهوماً شاملاً، بالرغم من ذلك حاولت أن اشكل وجهة نظر تجاه الشعر ومن هنا تقريبا منذ خمسة أعوام بدأت الكتابة بشكل فعلي واصدرت منذ عامين ديواني الأول "على ذمة عشتار" الذي يعبر عن وجهة نظري تجاه الشعر.

وفي ظل الظروف السياسية والإنسانية الذي يعاني منها الشعب الفلسطيني عبر العقاد عن دوره المهم ككاتب تجاه القضية الفلسطينية قائلا:" إن الكاتب والشاعر له الدور الأكبر حين يكون صاحب قضية ، فنحن كشعراء فلسطينيين من الواجب علينا أن نحمل القضية والهم الفلسطيني إلى العالم" وأشاد بالدور الكبير الذي لعبه الشعراء السابقين في خدمة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب أبناء شعبهم وإيصال صوتهم إالى العالم مثل محمود درويش وسميح القاسم ومعين بسيسو وغيرهم من الشعراء والكتاب .

ووصف العقاد شعره بالإنساني من الدرجة الأولى يعبر فيه عن ذاته ومنها ينطلق نحو العالم ونحو الهم الجمعي الذي يعيشه الفلسطينيون والعرب عموما، فالشاعر لسان حال مجتمعه وقضيته ايا كانت وفي كل زمان ومكان.

وحول ما يخص الفن عموما والادب خصوصا في فلسطين قال العقاد أن الأدب الفلسطيني في حالة نمو في ظل تعدد الإتجاهات الأدبية ويرى أن هذا وضع صحي يُعطي القصيدة طاقة، فوضع الشعر جيد خاصةً أننا شعراء قضية كما يرى ، أما في قطاع غزة على وجه الخصوص فيرى العقاد أن ما يعانيه القطاع من حصار وقهر يُعطي طاقة للكتابة ، لكن من جانب اخر الشعر والفن عموما بحاجة إلى الحرية، والفلسطيني مُقيد والعربي عموما مُقيد سواء بالسلطة الدينية أو السلطة الثقافية أو الاجتماعية والسلطة السياسية على حسب قوله.

وأضاف العقاد في حوارنا معه أن ما يعانيه قطاع غزة من حصار يضع الكاتب والمجتمع الثقافي والمعرفي عموما أمام الكثير من المشاكل والتحديات التي تؤثر وتحد من النشاط الثقافي وتحرمهم من المشاركة في المؤتمرات والندوات الثقافية ،اضافة إلى الاهمال من قبل المؤسسات الرسمية في القطاع ، وعبر عن استياءه الشديد من دمج وزارة الثقافة إلى وزارة التربية والتعليم قائلا "في الفترة الاخيرة تم ضم وزارة الثقافة إلى التربية والتعليم ،وهذه اساءة كبيرة إلى الثقافة الفلسطينية، الثقافة يجب أن تكون أكبر وأشمل وأوسع من ذلك".

وفيما يخص الأسباب التي أدت إلى التقليل من حجم النشر في القطاع أشار العقاد إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة يقف عائقا أمام دور النشر ويحد من نشاطها الثقافي وتصدير المنتج الثقافي الفلسطيني بشكل جيد إلى العالم أو الوطن العربي على الاقل ، وأيضا قلة الوعي الجمعي بأهمية الكتاب، فكلما زاد عدد المثقفين وعدد اصدارات الكتب في الدولة فهذا يدل على رُقيها، وكلما كانت ثقافة الدولة كبيرة والمثقفون يقومون بدورهم الطبيعي تجاه المجتمع من خلال الكتب والندوات وغير ذلك من الانشطة الثقافية تكون الدولة في نهضة حسب رأيه.

أما عن العلاقة بين الفرد ومشاعره وطريقته في التعبير عنها فإن الشعر والفن عموما يستخدم كوسيلة للتعبير عن الأفكار والأراء والمشاعر بمستوى إدراك الجمال، لكن من الناحية الاخرى يضيء هذا الفن ويضيف في شخصية الفرد الكثير، فيرى العقاد أن الفنون عموما والشعر خصوصا يجعل الإنسان دئما يبحث عن الجديد وكما يقول "الشعر ربما هو الأكثر ميلا إلى الفلسفة فالشاعر دائما متأمل في الكون، في المخلوقات، في الأفكار، ويجب أن يكون الشاعر لديه حسا نقديا لكل الأشياء من حوله ،وأن ينظر لها نظرة فلسفية ، ينظر لها من جانب اخر".

ويطمح الشاعر جواد العقاد أن تصل كتاباته إلى كل الوطن العربي وثم إلى كل العالم من خلال الترجمة لأكثر من لغة ليكون صوتا للقضية الفلسطينية في كل مكان، فالشاعر والكاتب والمثقف والفنان عموما هو لسان حال المجتمع ولسان حال القضية.

2019-11-05