على الرغم من تأخر حلول فصل الشتاء هذا العام، الا ان التوقعات الجوية تشير الى شتاء عنيفا جدا في قطاع غزة , فكيف سواجه سكان القطاع موجات البرد التي لا تقوى منازلهم القصديرية على صدها و كيف ستحتوي البنية التحتية التي انهكتها الحرب السيولات المنتظرة ؟
الشتاء...فصل المعاناة
تغمر السعادة الكثيرين حول العالم فرحاً بقدوم فصل الشتاء، ففي هذا الفصل تملئ السدود و تروى الارض وتجتمع الاسر في منازلها الدافئة , الا ان هذا الفصل مع الاسف يحل ضيفا ثقيلا على قطاع غزة ما جعل الغزيين يشبهونه بالكابوس الطويل الغير محتمل.
معاناة أهالي قطاع غزة المستمرة منذ سنوات كل شتاء , لها أشكال متعددة فالانقطاع المستمر للكهرباء اضافة لندرة الغاز يجعل مواجهة البرد مهمة شبه مستحيلة سواء لسكان المخيمات الذين هُدِّمت منازلهم بسبب موجات التصعيد مع قوات الاحتلال او حتى اصحاب البيوت , اذ لا تصلح اغلب المنازل في غزة لمقاومة البرد ما يجعل درجات الحرارة داخلها شبه مساوية لحرارة الشارع .
ولئن كان واقع حال المنازل بالقطاع يغني عن السؤال حوله ، فإن حالة العوز الشديد لأبسط الاحتياجات الشتوية كأدوات التدفئة العصرية و الملابس و البطانيات و الادوية تطرح اكثر من علامة استفهام عن سر التجاهل الدولي لهذا الشعب المنكوب .
السلطات المحلية... تجاهل مقصود ام عجز ؟
يشعر الكثيرون داخل غزة بالاستياء من عمل السلطات المحلية, فرغم وعود حماس السنة الماضية بالاستعداد جيدا للشتاء القادم، الا ان واقع الحال يشير الى ان الحركة لم تستثمر اي ميزانية من اجل اصلاح مسالك التصريف , ما ينبِئُ بكوارث جديدة على شاكلة تلك التي حصلت السنوات الماضية فالبنية التحتية الهشة تجعل قطاع غزة، مؤهلاً لحدوث كارثة إنسانية جديدة، مع حلول أي منخفض جوي.